تشهد منظمة الطيران العالمية (الاياتا) على ضرورة توعية الركاب لسلامتهم اثناء الطيران وذلك بتقديم المعلومات الإرشادية لهم سواء عبر الأجهزة المرئية أو العرض المباشر من قبل ملاحي الطائرات وتشدد على هذه التعليمات وتؤكد على ضرورة التقيد بها في جميع طائرات شركات الطيران العالمية ومن بينهما طبعاً الخطوط السعودية إلا أنني لاحظت في الآونة الأخيرة من خلال سفري على عدد من الرحلات الداخلية والخارجية أن ملاحي الخطوط السعودية لم يعد يهمهم ذلك لا من قريب ولا من بعيد وكان آخر هذه الملاحظات ما شاهدته على رحلة الخطوط السعودية رقم (311) المتجهة من الرياض إلى القاهرة بتاريخ 9/1/2011م فما ان بدأت الطائرة في التحرك وبعد إعلان تعليمات سلامة عبر التلفزيون المرئي لم أشاهد أياً من ملاحي الطائرة قام بجولة داخل الطائرة ليلقي نظرة على الركاب ما إذا كانوا قد التزموا بالتعليمات وقاموا بربط حزام الأمان بالاضافة إلى إغلاق الجوال لدرجة ان أحد الركاب ظل يتحدث بالجوال على الرغم من ان الطائرة على ممر الاقلاع لولا أن أحد الركاب نهره ليغلق الجوال بصورة عاجلة ومع ذلك لم يستجب له، بالاضافة إلى الراكب في المقعد الأول من الدرجة السياحية كان يضع حقائبه أمامه ولم يطلب منه أحد أن يضعها في المكان المخصص وظلت كذلك حتى هبوط الطائرة، وعندما اقتربت الطائرة من الهبوط وهي تطير فوق سماء القاهرة اتضح ان الراكب الذي كان يتحدث بالهاتف لم يغلق جواله حيث تلقى رسالة والطائرة فوق الأجواء المصرية، وظل يتلقى الرسائل تلو الرسائل حتى وصلت الطائرة إلى الأرض ولم يتحرك أي مضيف لوقف هذه المهزلة، وقبل ذلك في رحلة بين المدينةوالرياض حدث نفس الشيء تقريباً اضافة إلى أن هناك طفلة كانت تقف على الكرسي ولم يتم ربط الحزام لها اثناء الإقلاع ولم يطلب منها أحد الجلوس رغم ان معها والدتها والتي اتضح انها لا تستطيع السيطرة على طفلتها، ومع ذلك لم تجد أي مساعدة من قبل ملاحي الطائرة لتوجيه الطفلة للجلوس في مقعدها رغم مرور احدى ملاحات الطائرة قبل الاقلاع من أمام السيدة، فأين سلامة الركاب وأين العناية بهم وهذه ليست المرة الأولى التي أرى فيها هذا المنظر والذي تكرر وبشكل كبير على رحلات السعودية إلا وهو الاستهتار لسلام داخل الطائرة ناهيك عن تعطل الكثيرة من الأجهزة داخل طائرات الخطوط السعودية بلا استثناء، ان مشهد عدم اكتراث ملاحي طائرات الخطوط السعودية بسلامة الركاب يتكرر يوماً بعد يوم، وان الملاح لا يعنيه ذلك وأنا أفسر ذلك بمرور الملاحين والعاملين في الخطوط السعودية بمرحلة احباط لم يسبق لهم المرور بها فهم لا يعنيهم سوى أداء المهمة بأي شكل وإنهاء الرحلة دون تعب أو عناء وفي نهاية الشهر الحصول على الراتب (فأنا وبعدي الطوفان) وقد يكون هذا بسبب مشاكل إدارية أو تقنية لا أعلم ولكن في النهاية خطوطنا لا تراها ستصل إلى مستوى أرقى مما هي عليه الآن ما السبب الله أعلم. لقد كنا في السابق نعيب على كثير في شركات الطيران العالمية الأخرى عدم العناية بالصيانة ونتباهى بالخطوط السعودية وصيانتها وسلامتها بعدها للأسف اصبحنا في اسوأ حالات الطيران وسلامته. * جمهورية الصين الشعبية