الطفولة عالم لا نهاية له من المشاعر والأحاسيس والسعادة نفرح ونبتسم بهم، وأكثر ما يعرض حياة الأطفال للخطر هو عدم إلمامهم ومعرفتهم لقواعد السلامة، فكثيراً ما نسمع عن أطفال وقعوا ضحية لحوادث مميتة أو إصابات عنيفة أثناء وقوع الحوادث، فالأطفال لا يعون شيئاً ولا يدركون الخطورة التي قد تقع بهم خارج أحضان والديهم، لكن ان يكون حضن والده هو سبب الخطورة فهذا شيء لا يصدق. كان الأب يسير بسيارته في أحد الطرق بوسط مدينة الرياض، وفجأة انحرفت السيارة باتجاه عمود الإنارة في وسط الجزيرة الفاصلة بين الشارعين ماذا حصل؟ انه الطفل الصغير الذي يجلس في حضن والده هو من قام بتحريك مقود السيارة بدون ان يعي بالخطر الذي يحدق به وبمن معه، فنزل الأب من السيارة يحمل ابنه الصغير بين يديه وقد حضرت سيارة الإسعاف ولا يعرف مصير هذا الطفل، فالأب هداه الله وضع ابنه الصغير الذي لا يتجاوز السنتين في حجره أمام مقود السيارة. نشاهد كثيراً هذا المنظر في شوارعنا وحتى في الطرق السريعة، وبعض الآباء للأسف يقوم بالاستعراض والتفاخر بوضع ابنه الصغير خلف مقود السيارة، ولو وجد هذا المنظر في إحدى الدول الأوروبية أو المتقدمة فإنه سيتم حجز هذا الطفل لعدم أهلية الأب لرعايته وإيداع الأب في السجن ليتم تأديبه ويكون عبرة لمن يعتبر. إن للطفل حق التمتع بحياة سعيدة وآمنة بغض النظر عن وضعه الأسري وهي من مسؤولية المجتمع بكافة شرائحه. يجب ان يصدر قرار حازم وقاسٍ في حق من يقوم بهذا العمل، فأبناؤنا أمانة استودعها الله لدينا، ويجب المحافظة عليهم وعلى حياتهم وتربيتهم التربية السليمة فهم أمانة في أعناقنا.