زاد صافي ربح شركة الدريس للخدمات البترولية والنقليات «الدريس» خلال العام 2010 إلى 86 مليون ريال من 68.90 مليون عام 2009، ارتفاع بنسبة 24.8 في المئة، وتبعا لذلك قفز ربح السهم إلى 3.44 ريال من 2.76 عام 2009، وانعكس ذلك على مكرر ربح السهم الذي أصبح جاذبا عند 13.55 ضعفا بعد انخفاضه من 15.24 ضعفا عام 2009، يعزز ذلك نمو صافي ربح الشركة خلال السنوات الخمس الماضية، الذي انخفض دون الواحدة إلى 0.80، ما يضفي ميزة أكبر على مكرر الربح، ويخفضه دون 11 ضعفا، وبهذا تنضم «الدريس» إلى الشركات الجاذبة استثماريا، خاصة أن نمو الشركة يتسم بالاستمرارية والاستدامة، في ظل إدارة «الشركة الواعية والمدركة لمصلحة المساهم والمستثمر على حد سواء، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن الشركة حاليا توزع ريالان لكل سهم، أي أن العائد على الاستثمار يناهز 4.21 في المئة، وهو جيد في الوقت الراهن، تحديدا لمن يبحث عن الاستقرار المالي. وجاء التحسن في أداء الشركة امتدادا لاستمرار تحسن المبيعات، تقليص نسب التكاليف المباشرة والتشغيل، وكذلك الانتشار. فالمتتبع لأداء «الدريس» يلاحظ تحسنا ملموسا على مدى السنوات الخمس الماضية في جميع المجالات، يواكب ذلك تركيز الشركة على خفض معدلات التكاليف، ما يؤكد تأهل «الدريس» بالانضمام لشركات الصف الأول خلال العام الجاري 2011، وأيضا ضمها للأسهم الجاذبة، خاصة وأن قيمة سهم الجوهرية، البالغة في أدنى مستوياتها 33.66 ريال، أي أكبر من قيمة السهم الدفترية، وهذا إيجابي بكل المقاييس، يعزز ذلك كون أرباح الشركة حقيقية، وهذا واضح من تدفقات الشركة النقدية، يضاف إلى هذا وذاك حصون الشركة الاقتصادية. مثل هذه الشركات هي ما يبحث عنه ويجب أن يركز عليه المستثمر، بل وحتى المضارب، فمن يستطيع قراءة وتمحيص القوائم المالية سيسعد بتحليل مثل هذه الشركة، فقد سبق لهذا الصحيفة «الرياض» التفاؤل بأن تأتي نتائج الشركة خلال عام 2010 أفضل منها في عام 2009، ولم تخذلنا هذه الشركة، لسبب واحد هو أن قوائمها المالية خلال السنوات الخمس الماضية توحي بذلك. تنشط «الدريس» في تجارة الجملة والتجزئة في الوقود والزيوت والشحوم من خلال قطاع الخدمات البترولية «بترول»، بينما يقوم قطاع الخدمات بنقل البضائع وتشغيل الورش لتأمين صيانة متكاملة لأسطول الشركة، ويتولى قطاع «سوبر تو» خدمات عدة متميزة منها: غسيل السيارات «سوبر واش» في مراكز الغسيل المتطورة، ويقدم «سوبر كافيه» المشروبات الساخنة والباردة وبعض المأكولات الخفيفة كالمعجنات والحلويات ذات الشهرة العالمية والجودة المتميزة. تأسست «الدريس» شركة توصية بسيطة سعودية بتاريخ 13/04/1382ه، في الرياض بالمملكة العربية السعودية بموجب السجل التجاري رقم 01010002475، وتغير الاسم فيما بعد من شركة محمد سعد الدريس وأولاده المحدودة إلى الاسم الحالي في 02/11/1425ه، وعدلت الشركة عقد التأسيس والنظام الأساسي الخاص بها لتصبح شركة ذات مسئولية محدودة في 15/04/1423ه، ورخص لها من قبل وزير التجارة والصناعة بموجب القرار الوزاري رقم 1707 وتاريخ 03/11/1426ه، والقرار الوزاري رقم 144 وتاريخ 27/01/1427ه، ومن ثم تحولت إلى مساهمة عامة وأعلن عن تأسيسها، برأسمال قدره 200 مليون ريال، مقسم إلى 20 مليون سهم بقيمة اسمية قدرها 10 ريالات للسهم. وحسب إقفال سهم «الدريس» الأربعاء الماضي، 15 صفر 1432، الموافق 19 يناير 2011، على سعر 47.40 ريال، بلغت قيمة الشركة السوقية 1185 مليون ريال، 1.185 مليار ريال، موزعة على 25 مليون سهم، كلها حرة. ظل نطاق سعر السهم خلال الأسبوع الماضي بين 46 ريال و49.50، في حين تراوح خلال عام بين 33.10 ريال و51، ما يعني أن السهم تذبذب خلال 12 شهرا بنسبة 42.57 في المئة. من النواحي المالية، أوضاع الشركة جيدة جدا، فقد بلغ معدل الخصوم إلى حقوق المساهمين 95.83 في المئة، ومعدل الخصوم إلى الأصول 48.66 في المئة، وهما جيدان، خاصة في ظل معدلات سيولة الشركة المطمئنة، فقد بلغ معدل التداول 0.91، ومعدل السيول السريعة 0.77، والسيولة النقدية 0.69، ما يعني أن «الدريس» محصنة ضد أي التزامات مالية قد تواجهها، خاصة على المدى القريب. وفي مجال الإدارة والمردود الاستثماري، جميع أرقام الشركة تضعها في مركز المتميز، فجميع مؤشرات أداء السهم في تحسن خلال السنوات الخمس الماضية، إذ زاد إجمالي الأصول من 290 مليون ريال عام 2005 إلى 770 مليون عام 2010، قفزت على إثر ذلك قيمة السهم الدفترية من ثمانية ريالات إلى 15.74، ويعزز ذلك نمو حقوق المساهمين الذي زاد بنسبة 13.54 في المئة العام الماضي، وبمتوسط 14.00 في المئة عن السنوات الخمس الماضية، وكلاهما أفضل من متوسط المعدل المرجعي 12 في المئة. ومن حيث السعر والقيمة بلغ متوسط مكرر الربح 15.24 ضعفا عن العام الماضي 2009، ويبلغ حاليا 13.55 ضعفا، بسبب جاذبية السهم، ويبلغ مكرر القيمة الدفترية 3.01 ضعفا، ومكرر الربح على النمو 0.80، ومكرر القيمة الجوهرية 1.41، وكلها مؤشرات ممتازة، تتوجها قيمة السهم الجوهرية، والتي تبلغ في أسوأ الأحوال 33.66 ريال، وفي أفضلها 49.37 ريال، أي أكبر من قيمة السهم السوقية، وهذا مؤشر ممتاز، ما يوحي بأن سعر السهم مقبول عند 47 ريال، شريطة أن تظل التدفقات النقدية للعام 2011 أفضل أو عند نفس مستويات التدفقات النقدية لعام 2010. هذا التحليل، الذي استخلصت أرقامه من القوائم المالية الرسمية للشركة، ومن موقع تداول، لا يعني توصية من أي نوع، بل يقتصر الهدف الرئيسي منه على وضع الأرقام والحقائق أمام المستثمر الذي تهمه الشركة ليتخذ ما يراه مناسبا لاستثماراته.