قال مراسل رويترز في مكان الاحتجاجات امس إن قوات الأمن التونسية استخدمت الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفرقة حشد بوسط العاصمة يطالبون الحزب الحاكم بالتخلي عن السلطة. وكانت قوات الأمن والجيش استخدمت في وقت سابق خراطيم المياه وأطلقت أعيرة في الهواء في محاولة لتفرقة الاحتجاج ولكن مئات المتظاهرين ظلوا في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة قرب السفارة الفرنسية. وتظاهر امس وسط تونس العاصمة المئات من النقابيين والمواطنيين للمطالبة بإقصاء الحزب الحاكم في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي، «التجمع الدستوري الديمقراطي»، من الحكومة المنتظر الإعلان عن تشكيلتها . وقال نقابي تونس من نقابة التعليم الثانوي ليونايتد برس إنترناشونال، إن هذه المسيرة دعت إليها نقابته بالتعاون مع نقابة التعليم العالي، وذلك لدفع المشاركين في المشاورات الجارية لتشكيل الحكومة التونسية المنتظرة إلى رفض إشراك أعضاء التجمع الدستوري فيها. وبحسب شهود عيان، فقد شارك في هذه المسيرة المئات من النقابيين والطلبة والمواطنيين حيث هتفوا بالعزة للوطن، كما رفعوا شعارت تنادي بإقصاء الحزب الحاكم سابقا من الحياة السياسية، منها»خبز وماء ...والتجمع لا». وأضافت المصادر نفسه إن قوات الأمن والجيش المنتشرة في المكان فرقت هذه المظاهرة بهدوء، وبدون اللجوء إلى العنف، على الرغم من سماع دوي أكثر من طلقة نارية. المعارض المنصف المرزوقي يعلن ترشيحه للرئاسة وبالتوازي مع ذلك، قال شهود ليونايتد برس أنترناشيونال إن مسيرة مماثلة خرجت امس في مدينة سيدي بوزيد مهد الإحتجاجات الشعبية التي دفعت بن علي إلى الرحيل، رفع خلالها المتظاهرون شعارت مشابهة منها « تونس...والتجمع على برة». وتأتي هذه المسيرات، فيما تتجه الأنظار السياسية والشعبية إلى قصر الحكومة في القصبة، في تونس العاصمة لمعرفة تشكيلة الحكومة التي يُتوقع أن يٌعلن عنها محمد الغنوشي بين الحين والآخر. في الاطار ذاته اعلن المعارض التونسي التاريخي المنصف المرزوقي ترشيحه للانتخابات الرئاسية في تونس المقررة في مهلة اقصاها شهرين اثر سقوط الرئيس زين العابدين بن علي، في تصريح لاذاعة «فرانس انفو» الفرنسية.وصرح المرزوقي رئيس حزب «المؤتمر من اجل الجمهورية» العلماني اليساري المحظور في عهد بن علي «ساكون فعلا مرشحا» للانتخابات الرئاسية. واضاف «لكنني اقول ان هذه المسالة ليست اساسية وان السؤال الاساسي هو كالتالي: هل ستجري انتخابات حرة ونزيهة وهل ستتمكن جميع الارادات الطيبة من رجال ونساء من الترشح؟» وتابع المعارض المنفي في فرنسا والذي يستعد للعودة الى تونس «هل سنبطل القانون الانتخابي الساري حاليا والذي اعدته الدكتاتورية من اجل الدكتاتورية؟ وتحت اي دستور نريد هذه الانتخابات؟ هل تحت دستور الدكتاتورية؟» وقال المرزوقي «اننا حاليا امام معضلة» لان «تونس طردت الدكتاتور لكن الدكتاتورية ما زالت قائمة. ان الدكتاتورية ليست فقط بن علي، بل هي نظام. والنظام يقوم على حزب هو التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم في عهد بن علي». واضاف ان التجمع الدستوري الديمقراطي «حزب يمارس المحسوبية وهو حزب امني يراقب مجمل البلاد وهو بمثابة اخطبوط حقيقي، وهذا الحزب ما زال قائما. ان هذا الحزب هو الذي احتفظ في الحكومة الجديدة بالحقائب الاساسية ويتصور انه سيخدع التونسيين بانتخاب احد عناصره». ويتوقع ان يعلن محمد الغنوشي الذي كلفه الرئيس بالوكالة القيام بمشاورات، تشكيلة حكومة جديدة الاثنين عقب لقاءات مع ابرز الاحزاب السياسية «الشرعية». وقد اسس المرزوقي الذي كان رئيس الرابطة التونسية لحقوق الانسان حتى 1994 واحد مؤسسي لجنة الحريات في تونس (غير معترف بها)، المؤتمر من اجل الجمهورية سنة 2001 وحكم عليه بالسجن سنة واحدة في عام الفين. كذلك اعلن زعيم حزب النهضة الاسلامي التونسي راشد الغنوشي المنفي في لندن السبت لفرانس برس انه يستعد للعودة الى بلاده وانه مستعد للمشاركة في حكومة وحدة وطنية.