دراسة وإحصائية نشرت الأسبوع الماضي, تقول إن هناك 140 ألف متقاعد يتقاضون راتبا قدره 2000 ريال شهريا, وأن 69% من المتقاعدين يبحثون عن عمل, وأن 54% من المتقاعدين يعانون من مشاكل مالية, وأن 40% منهم أيضا يبحثون عن فرصة تحسين الدخل لديهم, وأن من يتقاضون راتبا أقل من 2000 ريال يقارب عددهم 40 ألف مواطن طبقا لما قرأت عام 2007م, وحين تستمر بالارتفاع للرواتب أي من يتقاضي ما بين 2000 إلى 3000 ريال سنجد أن العدد سيكون أكبر أو هكذا تكون الفرضية, وبمعنى أدق أن من يستلمون رواتب حتى مستوى 4000 ريال سنجدهم ما يقارب ربع مليون مواطن سعودي, وحين نفصل وضع هؤلاء المواطنين من رجال ونساء نجد أنهم قد وصلت أعمارهم إلى مستويات من «الكبر» والشيخوخة هي الأكثر, أي الحاجة للعناية المستمرة, وأيضا الأعباء الصحية والسكنية التي تعتبر هي الأهم لهم, وحين نضع سن الستين سنة كسنة تقاعد لمعظم هؤلاء سنجد أن البعض يريد ويبحث عن فرص عمل بأي وسيلة باعتبار أن الحياة لم تتوقف والالتزام المالي لديه مستمر وأن لديه من الطاقة للعمل حتى سن السبعين وأكثر, ويفرض ذلك واقع الحياة لديه من أسرة وأبناء ومنزل وغيره, ولكن هؤلاء ماذا يفعلون برواتب أقل من 2000 ريال أو حتى أقل من 3000 ريال؟ إنها لا تشكل شيئا يذكر تبعا للحياة التي نعيشها الآن من تكلفة معيشية, وعدم وجود رعاية وتأمين طبي له وأسرته, وأنه يترك لمصيره ولا يبقى له إلا راتبه التقاعدي الزهيد. إن وصول مستويات الدخل للمتقاعدين لأقل من 4000 ريال أو 5000 ريال, هي مؤشر خطير وكبير, لأنهم يتحولون إلى فقراء, والفقر لدينا بالمملكة يصل لنسبة 20% من عدد السكان تقريبا, ويضاف لهم سنويا جزء من المتقاعدين أصحاب الدخل الأقل من 4000 أو 5000 ريال, ويضم لهم أيضا أفراد الأسرة, فيصبح من الصعوبة إكمال تعليمهم للحاجة المالية ويضطرون للعمل بسن مبكرة, وما يترتب على ذلك كثير خاصة المرأة أيضا, فكيف لمرأة أن تتقاعد وراتبها يصل لهذه المستويات التي لا تبتعد عما تقدمه وزارة الشؤون الاجتماعية, وضع مأساوي حقيقي لهؤلاء المتقاعدين, ولا يجب أن يقال النظام ينص على كذا ويقول كذا, فمن وضع النظام قادر على تعديله, أليس هناك من تتوفى من النساء وحين يكون زوجها متقاعدا يذهب راتبها التقاعدي؟ فكم امرأة ذهب راتبها التقاعدي وأصبح من حقوق معاشات التقاعد أو التأمينات؟ رغم أنها لسنوات طويلة يخصم من راتبها، أو من يتوفى وليس لديه من يعوله. يجب إعادة النظر في رواتب المتقاعدين بوضع حد أدنى للراتب بتقديري لا يقل عن 5000 ريال أو 4000 ريال مع توفير تأمين طبي كامل له, وهؤلاء كبار سن لم يبقَ لهم كما ذهب, فلماذا تكون نهاية حياتهم فقرا وحاجة وتسولا؟ لا يستقيم هذا الوضع لدينا أن يحدث لهؤلاء هذه الفاقة والحاجة, يجب أن نكرمهم وتكون حياتهم مكتفية وكافية لهم, بدلا من شقاء ومعاناة شديدة لهم, والحلول موجودة ومن مدخرات التقاعد والتأمينات فكم من متوفى أصبح راتبه الآن في خزائن التقاعد والتأمينات؟!