كشف قائد الفريق البحثي بجامعة الخليج العربي الدكتور سعيد شاور عن توصله وفريقه البحثي لاكتشاف طفرة جينية فريدة مرتبطة بارتفاع كولسترول الدم الوراثي لدى العرب من خلال دراستهم لمستقبل الكولسترول منخفض الكثافة لعدد من العائلات الخليجية التي تعود في نسبها لقبائل عدنان وقحطان حيث أظهرت الدراسة وجود نفس الطفرة الجينية الفريدة في العائلتين، والتي تتسبب بدورها في ارتفاع الكولسترول الوراثي. وقال الدكتور شاور خلال المؤتمر الصحفي إن الجامعة تمكنت من الحصول على براءة اختراع لهذا الاكتشاف، إذ اعتبرته مؤسسة تسجيل الاكتشافات والاختراعات الدولية في بريطانيا "اكتشافا فريدا" كما أكد بأن الجامعة تسعى للحصول على براءة الاختراع على الصعيد العالمي، موضحاً بأن هذه الطفرة الجينية لم تسجل في السجلات الدولية من قبل والتي يعتقد بأن لها ارتباطاً وثيقاً بالعرب الذين تعاني نسبة عالية منهم من ارتفاع الكولسترول الوراثي نتيجة هذه الطفرة الجينية. وأوضح أن هذا الاكتشاف يساهم في عملية التشخيص المبكر للمرض بما فيها قبل الإنجاب عند المصابين بالمرض إضافة إلى إمكانية استخدامها في المسح الميداني لهذا المرض القاتل لتقدير انتشار المرض وعلاجه باكرا، مما يقلل من الإنفاق على المرض والحد من مضاعفاته التي تكبد المؤسسات الصحية العربية تكاليف مادية عالية ذاهبا إلى أنه من الممكن ان تكون هذه الطفرة بداية لاكتشاف علمي يعالج ارتفاع كولسترول الدم جينيا في المستقبل. وبين الدكتور شاور ان هذه الدراسة واكتشافات علمية أخرى تشير إلى أن ارتفاع الكولسترول الوراثي عند كلا الأبوين أو أحدهما في الدولة الخليجية التي تركزت عليها أبحاث الفريق العلمي بالجامعة يرتفع من سبع إلى عشر مرات عن المعدلات العالمية، مرجحا ان تكون نسبة الكولسترول هي الأعلى في المنطقة مقارنة بدول العالم، مشيراً إلى أن 25% من الذين يترددون على المختبرات المركزية في مجمع السلمانيه الطبي يعانون من ارتفاع كولسترول الدم الفئة الأولية الناتجة عن أسباب وراثية أو أسلوب الحياة الرتيبة وقلة الحركة والأكل غير الصحي، تليهم الفئة الثانوية التي تنتج عن أمراض أخرى مثل ارتفاع الضغط والسكري. وفي ذات السياق أكد شاور أن هناك أكثر من الف مرض وراثي منتشر في الأوساط العربية وفق الإحصاءات المتوافرة، مرجحا أن يصل الرقم الفعلي إلى ثلاثة آلاف مرض وراثي، لافتا إلى انه في البحرين وحدها يوجد نحو 108 مرض وراثي ويرتفع الرقم في الإمارات العربية المتحدة إلى 240 مرضا وعُمان 282 مرضا وفق إحصاءات طبية جديدة وثقت في 2010. معزيا أسباب انتشار الأمراض الوراثية إلى زواج الأقارب الذي يتراوح ما بين 50 و60% في المجتمعات العربية وإلى كثرة الإنجاب، موضحا أن أمراض الدم كالسكلر والثلاسيماء ونقص الخميرة وارتفاع الكلسترول ومتلازمة داون والسكري وامراض القلب وتصلب الشرايين والجلطات الدماغية وحمى البحر المتوسط هي من أكثر الأمراض انتشاراً في العالم العربي، وهي أمراض تكلف نحو 30 بليون دولار سنويا ككلفة علاجية مباشرة. في الاتجاه ذاته، أكد شاور ان الاكتشافات الجديدة ستفيد كثيرا في التشخيص المبكر، والتشخيص قبل الإنجاب والمسح الوقائي للمجتمع الخليجي ويمكن ان تستعمل مستقبلا في علاج العديد من الأمراض. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد الأربعاء الماضي في مبنى جامعة الخليج العربي بمدينة المنامة بمملكة البحرين والذين كشف فيه مدير برنامج التقنية الحيوية بالجامعة الدكتور محمد الدهماني عن مجموعة اكتشافات علمية جديدة توصلت لها الفرق البحثية بالبرنامج أهمها تطوير ثلاث مركبات دوائية بيولوجية تساهم في علاج عدد من الحالات السرطانية وأمراض التهاب الكبد الوبائي والتصلت اللويحىMultiple Sclerosis ، مؤكداً بأن هذا الاكتشاف سيكون حافزا للتركيز على تطوير آليات نقل التقنية حتى يتسنى إنتاج هذا النوع من الأدوية في العالم العربي بأسعار متاحة للجميع مما سيساهم في كسر احتكار إنتاجه من أمريكيا والدول الأوربية التي تبيعه بأسعار باهظة