دأبت (الرياض) على الاهتمام بالمواقع الحكومة الإلكترونية وتعاملاتها التقنية ؛ فأفردت لها مساحات شاسعة خلال السنوات الماضية والحاضرة، حيث كانت سباقة في إصدار صفحة تقنية متخصصة تصدر بشكل يومي، وهذا يعد تميزا وتفردا على مستوى الصحف السعودية والعربية على حد سواء، وإفراد صفحة متخصصة إسبوعية ب (التعاملات الالكترونية ) وهذا أيضا سبق جديد يحسب للصحيفة والقائمين عليها. ومن ضمن تلك المحتويات المتعلقة بالحكومة الإلكترونية: زاوية "موقع تحت المجهر" http://www.alriyadh.com/file651.html?&page=1، التي يعدها ويقدمها الزميل المهندس حسن الأمير، حيث يقوم بجهد كبير في تحليل وتقويم المواقع الإلكترونية التابعة للجهات الحكومية، ضمن أساسيات ومعايير تم تطويرها لهذا الغرض، وذلك اعتمادا على المعايير الصادرة من الأممالمتحدة ولجنتها التقنية، بالإضافة إلى المعايير الخاصة بمسابقة التميز الرقمي التابعة لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة. وقد تم نشر تفاصيل أكثر عن تلك المعايير في العدد 15281 الصادر بتاريخ 26/4/2010م، ولمن أراد الاطلاع فيرجى زيارة الرابط التالي: http://www.alriyadh.com/2010/04/26/article519951.html ومنذ بداية انطلاقة زاوية (موقع تحت المجهر)، وحتى اليوم تكون بذلك قد أتمت حوالي ثلاث سنوات تقريبا، تم فيها تقييم أكثر من مائتي موقع إلكتروني تابع لجهات حكومية مختلفة. وتمت الاستفادة (بعد فضل الله) من الملاحظات التي ترد في الزاوية، حيث يتم تلافيها مباشرة بعد صدور ذلك العدد الذي يتضمنها، وإما يتم التعديل في الإصدارات القادمة من الموقع، وذلك على حسب نوعية الملاحظات وأهميتها. هذا وقد تم التطرق لمواقع وزارات ومؤسسات حكومية وهيئات رسمية وجامعات سعودية، وذلك في سبيل تطوير الواجهة الإلكترونية للمملكة. ومن الأمثلة على الوزارات التي تم تحليل ونقد مواقعها: وزارة المياه والكهرباء، وزارة التعليم العالي، وزارة الشؤون الاجتماعية، وزارة العمل، وزارة الاقتصاد والتخطيط ، وزارة البترول والثروة المعدنية، وغيرهم الكثير. موقعا وزارة المياه والكهرباء وأمانة منطقة جازان: جودة في التصميم وروعة في التنسيق وأما من الأمثلة على المؤسسات الحكومية والمصالح العامة: ديوان المراقبة العامة، مجلس الضمان الصحي التعاوني، هيئة الهلال الأحمر. بالإضافة إلى مجموعة متفرقة من أمانات المناطق، وبعض مواقع الكليات والجامعات السعودية. ومن أهم الملاحظات العامة والمشتركة في أكثر من موقع إلكتروني، ما يلي: - عدم ملاءمة المحتوى للزائر: فعدد لا بأس به لا يفرق بين العميل الداخلي (الموظفون)، والعميل الخارجي (المواطنون والمقيمون)، وبالتالي فستكون هناك لبس كبير وخلط في تحديد المحتوى الخاص بكل فئة؛ فتجد أخبار الترقيات والدورات التدريبية، في الصفحة الرئيسية من الموقع الخارجي. ومثل تلك المعلومات هي خاصة بالموظفين، ولا تفيد الزوار والعامة بأي حال من الأحوال. - عدم توفير وسائل الاتصال: إن خاصية الاتصال هي من أساسيات المواقع الإلكترونية، بل هو من أهمها، ومن أجله قام الموقع برمته، ليكون وسيلة اتصال بين المنظمة والجمهور. فكيف يكون الموقع خال من وسيلة الاتصال هذه. وهناك تفاوت بين المواقع في تقديم هذه الوسائل، ففي حين أن مواقع أبدعت في عرض وتصنيف وسائل الاتصال كوزارة التعليم العالي http://www.mohe.gov.sa/ar/about/contactus/pages/default.aspx وفي مقابل ذلك هناك مواقع تكتفي فقط بوضع نماذج المراسلات الالكتروني، دون غيره من الوسائل الأخرى كالهاتف، والفاكس، العنوان الجغرافي. - احترام الخصوصية، وحفظ الحقوق الفكرية: بما أن المواقع الإلكترونية تحتوي على معلومات هامة وحساسة، وبما أنها أصبحت إحدى وسائل الإعلام الجديد، فالالتزام فيه باحترام الخصوصية والمحافظة على حقوق الغير تعد ضرورة ملحة، وأمرا لازم الاتباع. وفي هذه الجزئية تعد المواقع السعودية منضبطة في الغالب، ولكن تم ملاحظة موقع قام بنشر تفاصيل تعليق ومداخلة أحد القراء في الموقع بجميع التفاصيل الواردة التي من المفترض أن لا تظهر للعامة مثل سجله المدني، وأرقام معاملاته، وهواتفه المتنقلة، وبعض أسماء الأشخاص، وغيرهم. وموقع آخر قام بوضع هاتف جوال شخصي لأحد المعلمين بقصد التواصل معه للتنسيق في أمر ما، مع أن ذلك الأمر لا يهم العامة أيضا. غالبية المواقع الحكومية لا تحدث بصفة مستمرة ولا توفر خاصية ( الأسئلة الأكثر شيوعاً ) - المواقع متعدد اللغات: كثير من المواقع الحكومية يكون عملاؤها من دول أخرى أو ممن لا يتقنون العربية، فتقوم بتوفير قسم خاص بلغة أجنبية، وهذا أمر جيد، ولكن تكمن المشكلة في أن قليلا من تلك المواقع يقع في خطأ قد يكون غير مقصود، حيث يكون هناك خلط وتداخل في المحتوى العربي واللغات الأخرى، أي بمعنى أنك قد لا تجد موقعا 100% باللغة الانجليزية مثلا، فقد ترى عناوين أو بانرات أو محتوى بلغة مختلفة، وللتمثيل على ذلك موقع وزارة الاقتصاد والتخطيط www.mep.gov.sa. - التحديث ومتابعة الموقع باستمرار: فشلت الغالبية العظمى من الجهات الحكومية في خاصية التحديث المستمر لمواقعها الإلكترونية الخاصة بها. فتجد الأخبار القديمة، والفعاليات المنتهية، والمنافسات والمناقصات التي انقضت، ومازال الإعلان عنها في الموقع قائما. بل إن وجدت موقعا الكترونيا متفاعلا ومحدثا فستجد أن أخباره مستقاة من الصحف. بينما من المفترض أن تكون المواقع هي مصدر الخبر وليس العكس. - الخدمات الإلكترونية: كثير من المواقع أصبحت تقدم خدمات إلكترونية من خلال الموقع، ولكن تقتصر تلك الخدمات حاليا على الاستعلام عن المعاملات، وخلافه. ولكن المشكلة تكمن في أنه لا يتم إبراز تلك الخدمات بشكل ظاهر، أو تحتاج إلى تسجيل مسبق، أو إنها متعطلة لفترات طويلة أو لا يتم تحديثها بشكل دوري. أبرز عيوب المواقع الحكومية - الأسئلة الأكثر شيوعا: تعد أيضا من الأشياء الهامة في المواقع، فهي تجيب على معظم أسئلة الزوار المتوقعة، كإجراءات ومتطلبات الحصول على خدمة معينة، أو مواعيد العمل والعطلات الرسمية، وخلافه. ولكن أغلب المواقع التي تم تحليلها لم توفر هذه الخاصية، وهذا يعد عيبا في تلك المواقع، وقد تزداد المعاناة في ظل عدم وجود وسائل الاتصال، أو عدم الرد تلك الوسائل حتى وأن وجدت. أبرز مواقع عام 2010م: ومن خلال العام المنصرم تم استعراض حوالي 50 موقعا إلكترونيا، تابع لجهات مختلفة. منها ما هو متميز جدا، وعكس ذلك تماما وجدنا ما هو سيئ جدا. وبينهما مواقع أخرى بدرجات متفاوتة من الإتقان. ولكن أفضل المواقع التي تم استعراضها العام المنصرم من ناحية جودة التصميم وروعة التنسيق هو موقع وزارة المياه والكهرباء www.mowe.gov.sa ، وكذلك موقع أمانة منطقة جازان www.jaz.gov.sa ، وأما ناحية توفير المحتوى وحسن توزيعه وتقسيمه، بالإضافة إلى جودة المظهر الخارجي، والتحديث المستمر، موقع هيئة المدن الصناعية (مدن) www.modon.gov.sa . أما من ناحية الخدمات الإلكترونية وجودتها ومدى ملاءمتها للعميل والزائر، فموقع وزارة التعليم العالي، الذي يوفر أكثر من 100 خدمة إلكترونية مختلفة، منها موجه للطلاب، وأخرى خاصة بالجامعات والملحقيات التعليمية خارج المملكة، وكذلك بعضها يخص الموظفين الداخليين. موقع مدن: تحديث مستمر وجمال في المظهر موقع وزارة التعليم العالي: أفضل موقع في تقديم الخدمات الالكترونية