بدأ الرئيس التركي عبدالله غول أمس زيارة لمدينة ديار بكر، كبرى المدن ذات الأغلبية الكردية فى جنوب شرق البلاد. وسيجرى جول خلال الزيارة العديد من اللقاءات مع المسؤولين وممثلى المجتمع المدني والمواطنين بالمدينة مستهدفا تخفيف حدة التوتر الناجم عن تصاعد المطالبات من جانب حزب السلام والديمقراطية " الكردي " بالسماح باستخدام اللغة الكردية فى الحياة اليومية والبرلمان إلى جانب اللغة التركية . كما تأتى الزيارة فى ظل طرح مؤتمر المجتمع الديمقراطي الكردي نموذجا للحكم الذاتى للأكراد فى جنوب شرق البلاد ، لتداوله ومناقشته ، مما أثار جدلا حادا على الساحة السياسية فى تركيا . وسيحضر الرئيس غول فى ديار بكر حدثا ثقافيا باللغة الكردية سعيا لتخفيف التوتر والاحتقان ، الذى يسعى الحزب الكردي ، ومؤتمر المجتمع الديمقراطي الكردي ، تماشيا فى ذلك مع توجيهات زعيم منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية المعتقل عبد الله أوجلان ، لتأجيجه فى تركيا مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية فى 12 يونيو المقبل للتأثير على شعبية حزب العدالة والتنمية الحاكم . في الوقت نفسه أعد مجموعة من ممثلي المنظمات المدنية ملفا يتضمن مقترحات حول منح الحكم الذاتي للأكراد لتقديمه للرئيس غول ، كشفت مصادر عن بعض ما جاء به من مقترحات، وأهمها تعديل مفهوم " الوطن المشترك " وحذف عبارة " انني سعيد كوني مواطنا تركيا" من الدستور، والقضاء على مفهوم الدولة المتعصب وتطبيق نموذج مشابه لنموذج شمال ايرلندا. وتشهد الساحة السياسية التركية نقاشات حادة حول المشكلة الكردية مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية تصاعدت وتيرتها بعد ان طرح حزب السلام والديمقراطية مسألة استخدام اللغة الكردية الى جانب اللغة التركية بالاضافة الى مقترح مؤتمر المجتمع الديمقراطي الخاص بالمطالبة بمنح الحكم الذاتي للأكراد في منطقة جنوب شرق تركيا. وعلى إثر تطورات الموضوع عقد رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان قمة أمنية مفاجئة الأسبوع الماضي في مقر رئاسة الوزراء بمشاركة رئيس الاركان وقادة القوات المسلحة ونائب رئيس الوزراء ووزيري العدل والداخلية ورئيس جهاز المخابرات. وكان أردوغان يخطط لالتزام بالصمت حتى انتهاء الانتخابات البرلمانية ضمن حساباته الانتخابية لعدم إثارة الغضب وإبعاد الناخبين الأكراد عن دائرة الجدل حتى لا تتأثر شعبية حزبه لكن زيادة الضغوط من جانب أحزاب المعارضة اضطرته لان يدين بشدة مطالب حزب السلام والديمقراطية مؤكدا أنها تستهدف عرقلة التقدم الديمقراطي فى تركيا وقال انني أرغب فى التوصل إلى حل المشكلة الكردية، لكنني ضد ما يسمى بالقومية الكردية وبنفس الوقت ضد القومية التركية ولا أسمح لأي طرف بأن يقوم بإجراء عملية جراحية للاراضي التركية وأعلم أن المخططين الرئيسيين، لذلك هم المنظمة الإرهابية " منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية " ومن يتبعونها . واعتبر محللون أن حديث اردوغان شديد اللهجة يعكس عدم حاجته لأصوات الناخبين الأكراد، وإنما تخطيطه لجذب أصوات مؤيدي حزب الحركة القومية خاصة في مدن منطقة البحر الأسود ووسط الأناضول وغرب تركيا لإبعاد الحزب عن البرلمان والحصول على أصواته . وعشية توجه الرئيس التركي الى ديار بكر، طالب مجلس الأمن القومي فى اجتماعه فى وقت سابق امس برئاسته الجميع بالامتناع عن المساس بالأسس التى تقوم عليها الجمهورية التركية وأهمها :"علم واحد، أمة واحدة، وطن واحد". فى سياق آخر ألقت قوات مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن أنقرة القبض على شخصين من أعضاء جبهة التحرير الشعبية الثورية المحظورة ، بعد عملية تفتيش موسعة لمنزلهما. وقالت مصادر أمنية إنه تم العثور على العديد من الهويات والوثائق والأختام المزورة مع مسدسات كاتمة الصوت وأجهزة الكترونية ذات قدرة على اختراق الموجات الحاجزة مع أجهزة تنصت. وأضافت المصادر أن الشخصين كانا يخططان لعمليات اغتيال بالعاصمة أنقرة وأنه تم القبض على 11 شخصا في اسطنبول وآخر في مدينة أنطاليا "جنوب تركيا" بناء على التحقيقات مع الشخصين اللذين ضبطا فى أنقرة .