أكد نائب الرئيس لأعمال الزيت في منطقة الأعمال الشمالية المهندس خالد بن عبدالله البريك وفرة المخزون النفطي الهائل في باطن الأرض، موضحا أن التحدي الحقيقي للعلماء والمهندسين والمختصين يكمن في ابتكار طرق جديدة للوصول إليه واستخراجه. وأوضح خلال الملتقى السعودي الثاني لتقنيات استكشاف وإنتاج الزيت والغاز 2010 الذي عقد في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن تأكيد العلماء أن احتياطي النفط الموجود عالمياً يقدر بحوالي 14 ترليون برميل، بينما تمّ حتى الآن استخراج ما يقارب الترليون برميل فقط من هذا المخزون، كما يقدر احتياطي النفط الذي يمكن استخراجه بواسطة التقنيات المتوفرة حالياً بحوالي 1.2 تيرليون برميل مثبتة، ويبقى 11.8 تريليون برميل تشكّل تحديّاً حقيقياً أمام العلماء والمهندسين والمختصين في الوصول إليها واستخراجها لتلبية احتياجات العالم الملحّة والمتزايدة للهيدروكربونات مستقبلاً. وقال البريك: من المتوقع أن تقوم وسائل التقنية الحديثة في مجال استكشاف وإنتاج النفط بإضافة 2 تيرليون برميل إلى كمية احتياطي النفط المثبتة، ولكن هناك ما يقارب ال8.3 تيرليونات برميل يصعب استخراجها بواسطة التقنيات الموجودة حالياً وتحتاج إلى جهدٍ أكبر من المختصين لابتكار طرقٍ جديدة وتقنياتٍ متطورةٍ جداً. من جانبٍ آخر توقّع البريك أن ترتفع نسبة الطلب على الطاقة بنسبة 40% خلال العشرين سنة القادمة، نتيجة إلى التطور في مختلف أنواع التقنيات التي يشهدها العالم مما يؤدي إلى ارتفاعٍ في كمية الطاقة النفطية المستخدمة، مشيرا إلى أن تزايد العدد السكاني في العالم يعدُّ سبباً رئيساً لارتفاع كميات الطلب على النفط، حيث تشير آخر تقارير الأممالمتحدة إلى توقع وصول عدد سكان الأرض إلى 9 مليارات نسمة بحلول عام 2030، و11 مليار نسمة بحلول العام 2050، مما سينتج عنه ارتفاع في كمية الطلب على الطاقة. وذكر البريك أن تسهيل عملية استخراج هذه الكميات من النفط يعتمد على تطوير الطاقات البشرية الموهوبة وابتكار تقنيات حديثة في مجال استكشاف وإنتاج النفط، مؤكداً على أن التعاون بين الأوساط الأكاديمة والجهات الصناعية يشكل الدور الأهم في تطوير المواهب والتقنيات المطلوبة لاستخراج هذه الكميات من النفط التي لربما يصعب استخراجها. وأشار البريك إلى أن أرامكو السعودية تعتزم في القريب العاجل تدشين مركزٍ لتطوير القدرات المهنية في قطاع التنقيب والانتاج، حيث تتوقع الشركة أن يحظى أكثر من 500 موظفٍ سنوياً بالتدريب والتطوير من خلال المركز. وتوقع البريك أن تشهد العقود المقبلة تطوراً في مجال مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية والطاقة النووية والطاقة الحيوية، إلا أنه أكد على استمرار الوقود الأحفوري كمصدر رئيس للطاقة خلال العقود القادمة.