90 إلى 95% من الناس يعانون من نقص المغنيزيوم !

قد لا يتحدث المختصون بالصحة عن المغنيزيوم مثلما يتحدثون عن الحديد أو الكالسيوم مع أن المغنيزيوم أهم من الكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم لأنه ينظم امتصاصها كلها. فالمغنيزيوم يدخل في حوالي 300 تفاعل كيميائي حيوي في الجسم منها تنظيم حركة عضلة القلب، وتنظيم مستويات السكر في الدم، وبناء العظام والأسنان، ومرونة الأوردة والشرايين، وتنظيم حركة الأمعاء. ونقص المغنيزيوم قد يتسبب في ظهور أعراض مثل الإصابة بالأرق واضطراب النوم والقلق والاكتئاب والصداع وآلام الظهر والعضلات والإمساك وحصوات الكلى وهشاشة العظام وعدم انتظام ضربات القلب وارتفاع الضغط والإصابة بالسكري!!
وقد ذكرت الدوريّة الأمريكية للتغذية السريرية في عدد 24 نوفمبر من عام 2010م دراسة طويلة المدى لمجموعة من النساء، وُجِد من خلالها أن النساء اللاتي يتناولن كفايتهن من المغنيزيوم عن طريق الغذاء قد انخفضت لديهن الوفاة بالأزمة القلبية مقارنة بمن لم يتناولن كفاية أجسامهن من المغنيزيوم. كما تؤكد الدكتورة كارولين دين Carolyn Dean في كتابها "معجزات المغنيزيوم The Miracle of Magnesium" (والذي يمكن قراءة الكثير عنه عبر الشبكة المعلوماتية) نفس المعلومات قبل دراسة الدورية الأمريكية بسنوات بقولها: " تُظهِر نتائج سبع دراسات سريرية كبرى ان المغنيزيوم يقلل احتمالات الوفاة إلى النصف لدى المصابين بالأزمات القلبيّة." كما تشرح الدكتورة كارولين دين علاقة المغنيزيوم بالإنسولين التي قد تكون هي الحلقة المفقودة التي تفسر سبب انتشار داء السكري هذه الأيام حيث تقول: " يحسّن المغنيزيوم من إفراز الإنسولين ويساعد على استفادة الجسم من السكر، وبدون المغنيزيوم لا يمكن للإنسولين أن ينقل الجلوكوز إلى الخلايا، وتراكم الإنسولين والجلوكوز في الدم يؤدي إلى تدمير الأنسجة."
ومع الأسف لا يظهر نقص المغنيزيوم من خلال تحليل الدم مثلما يظهر نقص الحديد مثلاً، وذلك لأن حوالي 1% فقط من المغنيزيوم في الجسم ينتشر في السوائل اللا-خلوية ومنها الدم، ولذا يبحث الأطباء عادة عن أعراض معينة تدل على نقص المغنيزيوم. وأهم هذه الأعراض هي نقص الشهية، والغثيان والاستفراغ، والشعور بالتعب والضعف. والنقص الحاد في المغنيزيوم يدل عليه تنمل الأطراف وشدّ العضلات والإغماء وتغيّر الشخصيّة وعدم انتظام ضربات القلب. وتذكر المصادر أن حوالي 90 إلى 95% من الناس يعانون من نقص المغنيزيوم على الرغم من تناول بعضهم للمغنيزيوم على شكل مكمّل، وذلك لأن الجسم لا يمتص عادة أكثر من 7 % من المكمّلات.
وأفضل مصدر للمغنيزيوم هو الخضروات الورقية الداكنة اللون والأفوكاتو واللوز البجلي والبزاليا وبعض البقول. ويجب الانتباه إلى أن الخضروات المزروعة عضوياً أغنى بالمغنيزوم من تلك التي ترش بالمخصبات الكيميائية، فقد تبدو الخضروات الورقية خضراء يانعة وهي تفتقر إلى كميات كافية من العناصر الغذائية الصغرى Micronutrients ومنها المغنيزيوم. وأفضل الطرق للحصول على الكفاية من المغنيزيوم هي تناول المكسرات والبذور والخضروات الورقية المزروعة عضويا كل يوم.