مزاجي دائماً مُتقلّب * أنا فتاة في الثانية والعشرين من العمر، حصلتُ على الشهادة الثانوية قبل أربع سنوات وبقيت في البيت، فلم أكن أرغب في مواصلة الدراسة الجامعية بالرغم من رغبة أهلي بأن أكُمل دراستي الجامعية. مشكلتي أنني أشعر بالملل بشكلٍ كبير وأصبحت أشعر بأعراض مرضية كثيرة، حيث أني أعاني من الصداع بشكلٍ متكرر، وكذلك الآم في الصدر والظهر والبطن، أتناول أدوية كثيرة من الأدوية الخاصة بتسكين الألم ولكن دون فائدة، مزاجي دائماً مُتقلّب وأشعر معظم الوقت بانخفاض في مزاجي وضيقة في الصدر، وكذلك لخبطة في النوم، حيث أني أسهر في الليل وأنام في النهار، أريد أن أفعل شيئا يجعلني أشعر بأهميتي ووجودي ولكن أهلي لا يتفقون معي في ما أرغب أن أفعله وهذا جعلني على خلاف بشكلٍ شبه دائم، ذهبت إلى طبيب نفسي وصرف لي دواء مضاد للاكتئاب ولكن لم أشعر بأي تغيّر منذ بدأت أستعمله قبل تسعة أشهر. لا أدري ماذا أفعل، فقد حاولت عدة مرات أن أنتحر بأخذ جرعات من أدوية ومرة قطعت عرق في يدي ولكن لم تكن هذه المحاولات ناجحة في لفت انتباه أهلي ولم يُغيّروا من طريقة تعاملهم معي!. لا أعرف ماذا أفعل لتغيير حياتي وجعلها أكثر سعادة و التخلّص من هذا الملل الذي أعاني منه في معظم أيامي؟ ل. س - سيدتي الفاضلة، رسالتك تنم عن حياة غير مُرضية بالنسبة لك، فأنت لا تدرسين و لا تعملين ولم تتزوجي وبالطبع ليس عندك أولاد، وهذا يجعل حياتك تقريباً فارغة، ولا أدري اذا ما كان عندك هوايات أو مواهب. الملل الذي تشتكين منه شيء طبيعي لمن هو في مثل وضعك، فلا يوجد أي شيء ذا قيمة في حياتك. أنت تنتظرين من الآخرين أن يفعلوا شيء ليُغيّر حياتك أنتِ، وهذا طبعاً لن يحدث!. يجب أن تقومي أنتِ بعمل شيء ما لتغيير حياتك حتى تتخلصين من الملل الذي يغُلّف حياتك من جميع جوانبها. يجب أن تفكري في أن تعملي في عملٍ ما؛ سواء كان عملاً تطوعياً أو إذا وجدتي وظيفة بمؤهلك العلمي (شهادة الثانوية العامة)، ليس المهم المُرتب أو نوع الوظيفة بقدر ماهي شيء يُحدث تغييراً في حياتك الراكدة. يجب أيضاً أن تحاولي أن تُنظمي نومك؛ فلا يُصلح أن تسهري في الليل وتنامي في النهار، فهذا أمر يقود إلى الكآبة كما هو معروف. لا أعتقد بأن ما قمتي به من محاولات للانتحار كان جاداً، بقدر ماكان صرخة لمن حولك لينتبهوا لكِ، ولكن هذه طريقة خاطئة وقد يحدث – لا سمح الله – أن تفقدين حياتك عن طريق الخطأ وأنت لا تقصدين ذلك، فلا تحاولي أن تفعلي مثل هذه الأفعال التي لا تلفت الأنظار لكِ ولن يُغيّر أهلك طريقة تعاملهم معك و أنت تقومين بهذه الأفعال التي قد ينظر لها الأهل على أساس أنها أفعال صبيانية!. الأعراض الجسدية التي ذكرتي أنك تُعانين منها مثل الصداع والآم الصدر والبطن والظهر، قد تكون بسبب حالتك النفسية، لذلك لن يؤثر فيها الأدوية الخاصة بتسكين الألم!. ما ذكرته من انخفاض مزاجك وقلقك هو نتاج لطبيعة حياتك التي تعيشين فيها، فهي حياة خاوية من أي معني حقيقي لحياة يُفترض أن تعيشها شابة في مثل عمرك. الأدوية المضادة للاكتئاب لن تنفعك كثيراً، لأن ما تُعانين منه ليس اكتئاباً مرضياً، ولكن هو طريقة حياة فيجب عليك أن تُغيري طريقتك في الحياة وأن تفعلي شيء مفيد لتشعري بأن لحياتك معنى – كما تُريدين -، أما الاستمرار في تناول الأدوية المضادة للاكتئاب فلن تُفيدك ولن تغُيّر شيئا من حياتك ووضعك الحالي. أكرر ما قلته لكِ بأن مفتاح التغيير في حياتك ينبع منكِ أنتِ وليس من أي شيء آخر، لذلك عليك أن تقومي أنتِ بالبدء في الخطوة الأولى وبعد ذلك سوف تسيرين بقية الطريق وفقك الله في ما تحقيق ما ترغبين.