بسبب ثلاث كلمات منحرفة نال إعلامي كويتي مغمور من الذكر ما جعله مشهورا خلال ساعات فقط، وهو ما لم يستطع تحقيقه خلال سنوات طويلة من تحلوا بالأدب لأنهم يسيرون على الطريق المستقيم! لم يحتج الإعلامي صاحب الإثارة حينما كتب ما كتب إلى أسلوب المنفلوطي، ولا إلى فكر مالك بن نبي لتكون له مكانة إعلامية أو اجتماعية، فقط احتاج إلى كلمتين سخيفتين أساء بهما إلى شعب كامل، ثم صار نجما جماهيريا تتداول اسمه الألسن، وتخطب وده القنوات التلفزيونية، وقريبا ستستضيفه وسائل إعلامية كثيرة، وستستكتبه صحف وستستضيفه دول على اعتبار أنه مشهور، وبالطبع لا يهم في ماذا اشتهر! ضرب الإعلامي الكويتي ضربته، ثم اعتذر، وبسبب اعتذاره صار بطلا، فهو رجل شهم يملك شجاعة الاعتذار (العبارة هذه قالها مذيع برنامج تلفزيوني!)، العملية يا أحبة سهلة جدا، فالشهرة لا تحتاج إلى (إقدام عمرو، في سماحة حاتم، في حلم أحنف، في ذكاء إياس)، بل تحتاج إلى حمق كحمق هبنقة!! قفز إلى منبر الشهرة من لاوزن لهم بسبب سباحتهم ضد التيار، الإساءة إلى علم بارز تجعل ذكرهم يحلق في الآفاق، وأقبح إساءة هي الإساءة إلى الذات الإلهية، منهم صاحب (آيات شيطانية)، ومؤلف رواية (وليمة لأعشاب البحر)، ومن أساء إلى النبي محمد برسوماته، وذلك الذي همّ بإحراق القرآن الكريم، ليست المشكلة فيهم، بل في من روّج لهم، فرفع من شأنهم، ولو تركوا لما عرفوا، ولا عرف ما أنتجوا! تكفل الأخوة في الكويت بلجم زميلهم في تصرف ليس غريبا عليهم، وبالذات المبدع عبدالله وبران، فهم نعم الدار، ونعم الجار، وهم من حضن الموحد، ثم احتضنهم أبناء وشعب الموحد، الأخوّة تتجلى حين اشتداد الأزمات، وهذا ما يربط بين شعبين، كان هذا الرد كافيا، لكن المشكلة أن المطر لم يكتف بغسل الجو، بل ازداد حتى سبب الفيضانات! كان ما كتبه الأخ الكويتي مجرد عبارة في مدونة على صفحة انترنت قالها صادقا، أو مازحا (حسب ادعائه)، ولم يقرأها سوى عشرة أشخاص، لكن الغيث هطل عليه فأسقى زرعه، قرأ له عشرات الآلاف والفضل يعود إلى حالة الهيجان التي تحركها العواطف، هبّ الجميع يهاجمونه، يحللون عبارته العنصرية السخيفة، ملأوا الفضاء، وسودوا أوراق الصحف، وفتحوا له مئات الصفحات في الانترنت، وبسبب ذلك ذاعت عبارته بعد أن كانت مطمورة، لقد تحقق حلمه في استفزاز أكبر قدر من الشعب السعودي إن كان يريد ذلك فعلا! لو صمتوا لما انتشرت مقولته، هو لم يأت بجديد، فما قاله يردد في منتديات الأندية السعودية، بل تقال عبارات أبشع من ذلك بكثير ولم يلتفت لها أحد، الجديد اختياره التوقيت المناسب، ولكونه (كويتي)، لا سعودي أو خليجي آخر فطن إليه، والذي أظنه أن ما فعله هو مجرد رمية من غير رام، أجزم أنه الآن جالس في بيته مسرورا يضحك ملء شدقيه بعد أن صار اسمه على كل لسان، إنه نجم خليجي 20! ليست هذه المشكلة فحسب، بل فتحت تلك السخرية الباب لسيل هجوم متبادل وصل بعضه إلى السفه بأيدي من لا يعرف أنه ما من أسرة سعودية إلا لها أبناء عمومة في الكويت. ليس بعيدا عن صاحب العنصرية تلك ضيوف في حوارات فضائية يتبادلون عبارات سوقية تنال من المنتخبات الخليجية تحت مسمى (النقد)، برامج اتسعت عندها مساحة الحرية فأجازت تداول عبارات من أشخاص يمثلون بلدانهم كل يهاجم بلد الآخر بداعي الدفاع عن بلده التي هاجمها الخليجي الآخر، وهو ما يفتح باب تبادل السب بين الخليجيين في منتديات الانترنت.