ليس من المقبول إطلاقاً أن يصل الأمر الى أن تتدخل بعض الحكومات كما تدخلت دولتا الكويت والامارات بنقل مواطنيهم من الحجاج الذين علقوا في صالات مطار جدة لأكثر من 16 ساعة ، وتوفير طائرات خاصة لنقل هؤلاء الحجاج الى بلدانهم مع ان لديهم حجوزات مجدولة ومؤكدة للأسف الشديد، وعلى ذمة الاخبار التي نشرت في موقع الرياض الإلكتروني يوم السبت 20 نوفمبر وبالصور أيضاً توضح حالات تكدس المئات من الحجاج العالقين في المطار بساعات طويلة بعد انهائهم لفريضة الحج ، ان هذا المظهر، والصورة التي حدثت لا تليق بقطاع الطيران المدني والجهود التي تبذل على كافة المستويات لنخرج بأفضل نجاح وترتيبات لموسم الحج والذي شهد هذا العام ولله الحمد أفضل المواسم في التنظيم والاستعداد وعدم وجود أي عوائق تعكر صفو هذا الموسم الناجح بكل المقاييس ، ولكن كما يقال العبرة بالخواتيم! ، هل عجزنا أن نحل هذه المشكلة التي تتكرر وللاسف الشديد كل عام ؟ دخلت شركتي ناس وسما قبل أن تتوقف لعدم قدرتها على المنافسة مع الخطوط السعودية وبقيت المشكلة على حالها بدون علاج ، ليس فقط بموسم الحج وانما تأخر الرحلات اصبح صفة ملازمة لكثير من الرحلات للداخل والخارج ، والجميع يعرف مساوئ وضرر هذا التأخير على المسافرين ، ولا أظن أحداً لم يكتو بنار التأخير خاصة من لديه كبير في السن أو أطفال أو مريض، ومكث في المطار بدون توفير سكن أو وسائل راحة أو إعاشة أو حتى اعتذار لطيف يطفئ لهيب الغضب والمشقة والعناء جراء التأخير ، حيث يصبح هذا المسافر كأنه الغريب التائه الذي ينظر في ساعته تارة وفي جواله تارة أخرى وفي لوحة الرحلات لعله يسمع النداء الذي إن جاء فإنه للإعلام عن تأخر رحلة أخرى! فيعود يرقب الأمل ويعد الدقائق والساعات وهو يردد ياوقت ما أطولك!، والجميع يستجدي ويثير الشفقة لدى موظفي الخدمات الذين يجيبون بصوت واحد هذا الخلل خارج عن سيطرتنا! وكأنه تحت سيطرة الامم المتحدة! في الواقع بودنا ان تكون هناك غربلة شاملة لانظمة الحجوزات وجداول الرحلات في المطارات ليس فقط في موسم الحج، وانما في سائر الاوقات، وما ذكره مدير الخطوط السعودية أن نسبة انضباط الرحلات يصل الى 90% ، لا أدري ان كانت هذه الرحلات المتأخرة في مطار جدة هذه الايام داخلة في هذه الحسبة أم لا ؟! وحتى ال 10% التي تعتبر غير منضبطة في عرف الطيران العالمي عالية جداً ولا تمنح الخطوط السعودية شهادة التميز، لأن المسافر ليس لديه قبول في أن يتأخر دقيقة واحدة فكيف ان يبقى 16 ساعة واحياناً تزيد تحت رحمة أسطول الطائرات التي لا تكون جاهزة وعلى درجة من الاستعداد أو أن هناك قصوراً في انظمة الحجوزات أو الموظفين. وهنا نطالب هيئة الطيران المدني بتطبيق لائحة العقوبات الجزائية وفق النظام المعتمد دولياً عل أي من الشركات الناقلة التي تتأخر رحلاتها بدون مبررات مقبولة او ظروف خارج نطاقها، حتى وان كان التأخير بالدقيقة والساعة، فالمسافر عندما يتأخر دقيقة واحدة يضيع حقه في السفر ، والمطلوب العدل والمساواة في تطبيق الاحكام والتسهيلات التي كانت ستمنح لاعضاء هيئة الصحفيين نرجو منحها للمسافر الضعيف الذي تضيع حيلته ويصبح كأنه الغريق في الماء ينظر الى السماء يرجو الرحمة في وسيلة توصله لأسرته وتخلصه من عناء ومشقة الانتظار الذي يطول في المطار بأمل كأنه السراب.. **خاطرة لا يجب أن تقول كل ما تعرف، ولكن يجب أن تعرف كل ما تقول..!