لا حج بلا تصريح ، موقف حازم واضح لا عودة عنه و لا هوادة في تطبيقه. هو رسالة المملكة لكل دول العالم الاسلامي من حيث تطبيق النسبة المقررة للحجاج حتى من الداخل. تصريح الحج الذي تطبقه الحكومة بشكل دقيق قضى على نسبة عالية من المخالفين لهذا النظام. ومع هذا هناك من يعتقد ان مخالفي النظام هم من المواطنين السعوديين فقط والواقع مع الاسف الشديد يحدث من قبل كثير من ضعاف النفوس من المسلمين من كل الجنسيات المقيمة في المملكة . وتبتكر تلك النفوس الضعيفة كل انواع الاساليب المخالفة لتنظيم الحج. واصبحت المعادلة سباقا في تنظيم الحج او مخالفة الانظمة، ولكن الحزم الحكومي في التطبيق اصبح هو الشعار والسلوك الابرز في كل موسم . ومن الملاحظ حول تطبيق نظام الحصص لحجاج الدول الاسلامية غياب رسالة تأخذ في الاعتبار اعداد الحجاج لتلك الدول من المقيمين في المملكة ضمن حصة دولهم وتصبح ضمن حصة حجاج الداخل. وهي لدى بعض الجاليات من الجنسيات العربية والاسلامية المقيمة في المملكة اكثر من غيرها، ولذا ربما يتطلب الامر وضع مؤشر سنوي حول تنامي تلك الظاهرة واعداد الحجاج من الداخل وكذلك متابعة المخالفين لنظام الاقامة والالتزام بشروطها ومن ضمنها "لا حج من دون تصريح". فعقوبة اعادة الحجاج لم تعد تكفي فقوات الامن وضعت في خدمة الحجيج وليس لتعقب المخالفين لتنظيمه وهو امر مكلف للغاية في موسم الحج. ولكن الأمر المزعج حقا هو كيفية التقاء مخالفي نظام الحج والقدوم بلا تصريح مع بعض ضعاف النفوس في تشكيل شاهر ظاهر لتبادل المنافع وتقديم خدمة تجاوز نقاط التفتيش. فطالما انها اصبحت تجارة شاهر وظاهر فهي صيد امني شاهر . السؤال عن دورنا كمواطنين مساندين لقوات الامن في خدمة ضيوف الرحمن في التبليغ عن هؤلاء من ضعاف النفوس . فالحج بالنسبة لنا كسعوديين خدمة لضيوف الرحمن شرفنا الله بها بحكم الموقع الجغرافي ولابد ان نأخذها بشكل جاد تماشيا مع الموقف الجاد والحازم الذي توليه الحكومة وجهات الاختصاص فيها كل عناية واهتمام. التنظيم لا يعنى تصعيب الحصول على التصريح وانما هو ضبط لاعداد الحجيج في المكان المحدود للمشاعر. ولو نظرنا للزيادة المطردة لأعداد الحجاج فإنه بفضل من الله ثم بفضل تطور انظمة المواصلات والتنقل والاقامة والاعاشة والصحة والامن وغيرها كثير تم استيعاب تلك الاعداد الهائلة . فالحج اصبح من مشاهد رسالة التآلف الاسلامي ، كذلك رسالة في الانضباط والتناغم لا يوجد لهما مثيل على وجه الارض وعلى الأخص في وقت الصلوات داخل الحرم الشريف. ولذا اصبح التعامل مع الحشود في االمشاعر مدرسة سعودية تقدم للعالم صورة فريدة للتطور والرقي في الخدمات. وهذا دوما ما نجده في رسالة قيادة هذه البلاد ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين ومن خلال جولات سمو النائب الثاني رئيس لجنة الحج العليا الامير نايف بن عبدالعزيز. رسالة خدمة وعناية بالحاج لحظة ورسالة حزم لتنظيم الحج.فمن يستطيع تنظيم الحج بهذه الدقة والعناية غير عاجز عن ضبط من يحاول التسلل بلا تصريح . العقوبات بكل تأكيد لن تقف عند حدود التسامح وانما ستنتقل لضبط شاهر وظاهر من ضعاف النفوس وحتى يصبح النظام سلوكا إسلاميا توعويا نقوم به جميعا لكي تصبح رسالة الحج لأمة منضبطة تقيم الدين وتشهد منافع الحج.