نشر على موقع العربية نت الاسبوع الماضي خبر حكم اصدره قاضي امريكي على سيدة امريكية بدفع غرامة قدرها مليون ونصف المليون دولار بسبب نشرها 24 اغنية على الانترنت ضمن ملفات مشاركة يمكن لجميع المستخدمين النفاذ اليها عبر موقع يضم اكثر من مليوني مستخدم وهو ما اعتبرته المحكمه انتهاكا لحقوق الملكية الفكرية. وانا اقرأ هذا الخبر تساءلت بداخلي ماذا لو طبقت هذه القوانين الخاصة بالحقوق الفكرية في الدول العربية؟ بالتأكيد سيكون هناك ضحايا كثيرون ستطالهم تلك العقوبات، حيث ان الانتهاكات لحقوق الملكية الفكرية عديدة بل وفي غالب الاحيان لا يوجد احترام لتلك الحقوق، وفي المملكه خصوصا هناك كثير من الانتهاكات لتلك الحقوق من خلال لجوء معظم اصحاب محلات الفيديو او الكاسيت بنسخ العديد من الاعمال الفنيه وبيعها باسعار اقل من القيمة الحقيقية لها او حتى تسجلها من حفلات خاصة وبيعها للجمهور من دون الحصول على اذن مسبق من صاحب الحفل او حتى الفنان. والغريب ان بعض الفنانين يقومون بتلك الانتهاكات فهناك العديد من النماذج التي قام بعض الفنانين بالتعدي عليها واقتباسها او حتى سرقتها بالكامل واحيانا يعترف ذلك الفنان بان ما فعله من حقه ولا يجد ما يمنعه من فعل ذلك بحجة انه نجم وانه فنان، وكأن النجم لا تشمله الانظمة والقوانين وبأمكانه ان يفعل ما يشاء وان يأخذ ما يريد وقتما يريد من دون ان يحصل على موافقة صاحب الشأن. قبل شهرين قامت الدنيا ولم تقعد في بيروت والدول العربيه حين اصرت ورثة الرحباني على عدم السماح للسيدة فيروز بغناء الاعمال القديمة لوالدهم الا بعد موافقة الورثه شخصيا واستنكر النقاد والجمهور هذا التصرف من باب العاطفة متناسين بأن نجومية فيروز ومجدها والحب الذي يحيطه الناس بها كل هذا لا يعطيها الحق في الاعتراف بان هناك شيئا اسمه حقوق فكرية يجب الحفاظ عليها وعدم المساس بها، وان نجوميتها تعطيها الحق في انتهاك تلك الحقوق. ولعل انشاء وزارة الثقافه والاعلام إدارة تعنى بحقوق الملكية الفكرية وتفعيل القوانين والانظمة الخاصة بذلك ما هو الا تأكيد من الوزارة للجم الانتهاكات التي تتم ومواكبة الاهتمام العالمي والدولي بضرورة ايجاد قوانين رادعة لانتهاكات حقوق الملكية الفكرية ولعل في قرار الوزارة ادانة بطلي المسلسل الشهير طاش ما طاش القصبي والسدحان رغم النجومية التي يتمتعان بها والسمعة الكبيرة لمسلسلهما، وانصاف صاحب الفكره الحقيقي المخرج عامر الحمود ما هو الا تأكيد بأن النجومية لم تعد سببا في انتهاكات الحقوق الفكرية وحمايتها، وان النجم لن يعفى بالتاكيد من العقوبات الصارمة.