أكد "د.محمد بن رياض عرفة" مدير وحدة المناهج ورئيس اللجنة الفرعية للاختبارات الإلكترونية في جامعة الملك عبدالعزيز، أن الجامعة لديها رؤية عصرية وسعي دؤوب إلى الأخذ بركب التقدم العلمي والتربوي ومُسايرة الجامعات العالمية في هذا النطاق، من خلال استخدام أحدث الأسس العلمية والتكنولوجية في وضع وتنفيذ الأسئلة الموضوعية بطريقة صادقة وصحيحة ومنصفةٍ للطالب والأستاذ الجامعي، مشيراً إلى تأهيل أعضاء هيئة التدريس للتعامل مع الاختبارات الإلكترونية، من خلال إعطائهم دورات في ذلك، فضلاً عن عمل دليل لهم عن كيفية القياس والتقويم بطريقة علمية وموضوعية، وكيفية صياغة الاختبارات التحصيلية الموضوعية بطريقة سليمة وعلمية. تطبيق التقويم والاختبارات إليكترونياً لتحقيق العدل بين الطلاب وأضاف لقد تمت دراسة العديد من التجارب العالمية في الاختبارات الإلكترونية، خاصة فيما يخص تصميم بنوك الأسئلة الالكترونية، وتعد الجامعة الأولى في منطقة الشرق الأوسط تطبق هذا النظام على الاختبارات التحصيلية، ذاكراً أن التجارب الثلاث التي أجريناها على ما يقرب من 700 طالب، أسهمت في تحقيق مستوى مرتفع من التوافق النفسي والتربوي لديه، علاوة على شعور الطالب بالعدالة والمُساواة، وإليكم نص الحوار: رؤية عصرية * ما الدافع لتحويل نظام التقويم والامتحانات في الجامعة إلى نظام إلكتروني؟. - هناك رؤية عصرية لجامعة الملك عبدالعزيز وسعي دؤوب إلى الأخذ بركب التقدم العلمي والتربوي ومُسايرة الجامعات العالمية في هذا النطاق، من خلال استخدام أحدث الأسس العلمية والتكنولوجية في وضع وتنفيذ الأسئلة الموضوعية بطريقةٍ صادقةٍ وصحيحةٍ ومنصفةٍ للطالب والأستاذ الجامعي. نظام الكتروني * كيف تم الاستعداد من قبل الجامعة لتطبيق هذه التجربة؟. - لقد قمنا بعقد العديد من الندوات والاجتماعات والمحاضرات وورش العمل حول تحويل نظام الاختبارات إلى النظام الالكتروني، وروعي فيه أن يكون وفق أسس وقواعد علمية وموضوعية حتى تتحقق الأهداف المرجوة، ولنضع أنفسنا في مصاف الجامعات العالمية، كما تم تجهيز البنية الكاملة لنظام الاختبارات من جهة الشبكة، والتأكد من جميع الأجهزة الموجودة، وتوفير النظام الكامل للشبكة لتغطية العدد الأكبر من الطلاب. الورقية تهمل الفهم * ما هي ملاحظاتكم على نظام الاختبارات الورقية؟. - هناك بعض الملاحظات من أهمها أنها تُعد أهم وسيلة في تقويم الطلاب في مدارسنا وجامعتنا، وأضحت هدفاً في حد ذاته بدلاً من أن تكون وسيلة لتحقيق التربية بمفهومها الشامل، كما أنها ركزت على الجانب المعرفي في أدنى مستوياته من الحفظ، وأهملت الكثير من أهداف العملية التربوية المتمثلة في الفهم والتطبيق والتحليل والتركيب والحكم، كما أنها أهملت الجوانب الأدائية والعملية والسلوكية وما تتضمنه من الميول والاتجاهات والتطلعات. بنوك الأسئلة * هل تم تأهيل أعضاء هيئة التدريس للتعامل مع الاختبارات الإلكترونية؟. - نعم، وذلك من خلال إعطائهم دورات في ذلك، فضلاً عن عمل دليل لهم عن كيفية القياس والتقويم بطريقة علمية وموضوعية، وكيفية صياغة الاختبارات التحصيلية الموضوعية بطريقة سليمة وعلمية، إلى جانب كيفية وضع بنوك الأسئلة التي تتوافر فيها أهداف العملية التربوية المتمثلة في المعرفة والفهم والتطبيق والتحليل والتركيب والتقويم. تجارب عالمية * هل اطلعتم على تجارب سابقة تم فيها تطبيق الاختبارات الإلكترونية؟. - لقد تمت دراسة العديد من التجارب العالمية في الاختبارات الإلكترونية، خاصة فيما يخص تصميم بنوك الأسئلة الالكترونية، وتعد الجامعة الأولى في منطقة الشرق الأوسط تطبق هذا النظام على الاختبارات التحصيلية، ولم نجد أي أبحاث منشورة في هذا الصدد، لذا ستقوم اللجنة المسؤولة عن الاختبارات في الجامعة، بإعداد أول بحث علمي على مستوى منطقة الشرق الأوسط، لتقييم أول تجربة للاختبارات الإلكترونية في التعليم العالي في المملكة العربية. مُقارنات موضوعية * ما هي مزايا الاختبارات الإلكترونية؟. - تتسم الاختبارات الإلكترونية بمجموعة من السمات والمزايا من أهمها أنها تمنع التقدير الذاتي للإجابة على الأسئلة، وكذلك الإجابة الخارجة عن الموضوع، كما تتفادى الغموض، وتشمل مقداراً كبيراً من المادة المراد الاختبار فيها، إضافةً إلى سهولتها ويُسرها للطالب والمؤسسة التعليمية بأكملها، فضلاً عن أنه يسهل بواسطتها عمل مجموعة من المعايير حول مستوى الطلاب، وعقد مُقارنات موضوعية بين الطلاب وبعضهم بعضا، إلى جانب أنها تعطي الفرصة في التحول من التعليم المتمركز حول عضو هيئة التدريس إلى التعليم المتمركز حول الطالب. مُراعاة الأسس والقواعد * ما هو مردود تجربة الاختبارات الإلكترونية على الأستاذ الجامعي؟. - لقد ساهمت التجربة في تحقيق العديد من الفوائد التربوية للأستاذ الجامعي من أهمها: مُراعاة الأسس والقواعد والمعايير العلمية والعالمية التي صُمم عليها برنامج الاختبار ذاته، علاوة على توفير الوقت والجهد بالنسبة لأستاذ المادة، والالتزام بالعدالة والموضوعية تجاه الطلاب، بالإضافة إلى المساواة بين جميع الطلاب في الفرص والامتيازات والمسؤوليات، وعدالة التوزيع، وهذا ما كان يُعاني منه بعض أعضاء هيئة التدريس مع نظام الاختبارات الورقية من قبل، إلى جانب الإحصاءات التي يقدمها البرنامج عن الاختبار بصورة عامة وعن كل سؤال، حيث تعتبر هذه الإحصاءات عاملاً مهماً في تطوير الاختبارات مستقبلاً. طريقة الاختبار * كيف تتم عملية الاختبار الإلكتروني للطلاب؟. - بداية يقوم المنسق للمادة بإدخال بنك الأسئلة للمادة، ومن ثم يضع المعايير الخاصة للاختبار، مثل عدد الأسئلة والأبواب التي تدخل في وقت الاختبار، ثم يقوم البرنامج المعد من قبل عمادة التعليم عن بعد بعمل نماذج اختبار مختلفة لكل طالب على حدة، وبعد ذلك يقوم الطالب بإدخال رقمه الجامعي وكلمة السر ويختار المادة التي سيختبر فيها، وعند الاختيار تظهر معلومات الطالب كاملة، بالإضافة إلى صورته، ومن ثم تظهر الأسئلة والخيارات التي سيختار منها الطالب الإجابة الصحيحة، بحيث يكون أمامه سؤال واحد فقط للإجابة عنه في كل صفحة، بالإضافة إلى وجود دليل يوضح الأسئلة التي أجاب عنها والأسئلة التي تم تأجيل حلها، وكذلك الأسئلة التي وضع عليها علامات مرجعية للغير متأكد من حلها، كما يسهل هذا الدليل العودة الى أي سؤال، وبعد أن ينتهي من الاختبار تظهر له النتيجة كما تظهر لمنسق المادة. روح التحدي والصمود * هل للاختبارات الإلكترونية أثر نفسي على الطالب؟. - لقد لاحظنا من خلال الثلاث تجارب التي أجريناها على ما يقرب من 700 طالب، أنها أسهمت في تحقيق مستوى مرتفع من التوافق النفسي والتربوي لديه، علاوة على شعور الطالب بالعدالة والمُساواة، وذلك لأنها قائمة على أسسٍ علمية وموضوعية وأن احتمالية الخطأ في الصياغة أو في إعطاء بدائل الإجابات قليلة أو مُنعدمة، مما زاد من ثقة الطالب في نفسه وفي جامعته، كما أنها ولدت لدى الطالب روح التحدي والصمود والرغبة في التجديد، والأخذ بالمُستجدات العلمية، وعدم الركون أو الاعتماد على الطرق والبدائل التقليدية التي كانت سائدة من قبل. القضاء على الغش * ما هي الفوائد التربوية التي حققتها الاختبارات للطلاب؟. - إن تجربة الاختبارات الإلكترونية ساهمت في تحقيق الكثير من الفوائد التربوية الهامة، منها القضاء على عنصر التزييف والغش الذي قد يوجد في بعض الأحيان في حالة الاختبارات الورقية الموحدة، كما أنها أوجدت نوعاً من العدالة بين الطلاب في فرص التفوق من حيث مستوى الصعوبة والسهولة، وأهمها تركيز الطالب على المادة العلمية في السؤال. تغطي جوانب المنهج * أليس لديكم مخاوف من عدم تغطية الاختبارات بهذه الطريقة جميع جوانب المنهج؟. - بلى، إلا أن نظام الاختبارات الإلكترونية ساهم بشكل علمي وفاعل في تغطية جميع جوانب المنهج الدراسي من خلال مجموعة من الأسئلة المبنية على أسسٍ علمية وموضوعية، بالإضافة إلى تكوين بنوك من الأسئلة التي تُغطي جميع جوانب المنهج الدراسي. توفير الوقت * هل لمس الطلاب الذين أُخضعوا للتجربة الفرق بين الاختبارات الإلكترونية والورقية؟. - بالفعل، لقد وفرت الاختبارات الإلكترونية لهم الوقت والجهد، حيث لم يعد هناك حاجة لتظليل الرقم الجامعي والنموذج والمقرر. العام المقبل * متى سيتم تطبيقها؟. - سيتم تطبيقها العام المقبل على مقررات السنة التحضيرية من خلال مادتين فقط، وسنجريها على 1000 طالب في وقت واحد، تمهيداً لتعميمها على باقي مقررات الجامعة. نسبة الرضا عالية * ما مدى رضا الطلاب الذين أجروا اختبارات إلكترونية عنها؟، وما رأيهم فيها؟. - لقد قمنا بإجراء استطلاع رأي طلاب كليتي العلوم والطب، حيث شارك فيه حوالي 400 طالب، وكانت نسبة الرضا عالية في معظم الأسئلة، والتي تضمنت مدى الموافقة على تعميم الاختبارات الإلكترونية على كل الاختبارات في الجامعة، وتأييد إظهار درجة الاختبار بمجرد الانتهاء منه، وتسهيل نظام مراجعة الأسئلة الذي يتيحه البرنامج للرجوع للأسئلة بعد حلها لمراجعته.