شيعت منطقة عسير جثمان المؤرخ والباحث المعروف الشّيخ هاشم بن سعيد النعمي عن عمر يناهز المائة.. إثر مرض ألم به مؤخرا ولم يمهله طويلا، وسط حشد كبير من أهالي منطقة عسير وذوي الفقيد وعدد من الأدباء والمؤرخين. وقدم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير التعازي والمواساة لأسرة هاشم النعمي.. ودعا سمو أمير عسير للشيخ بالرحمة والمغفرة وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان مشيداً سموه بما قدماه في سبيل خدمة وطنهم. من جانبهم عبر ذوو المتوفين عن شكرهم وتقديرهم لأمير عسير على مواساته لهم والتي كان لها أبلغ الأثر في تخفيف ألمهم.. ومتابعته الشخصية وزيارته لوالدهم في مستشفى عسير.. انتقل الفقيد إلى رحمة الله تعالى في مسقط رأسه بمدينة أبها.. ولد بقرية (العكاس) بضاحية أبها، بعد حياة حافلة بالعلم والعمل لخدمة هذا الوطن. ففي السابعة من عمره التحق النعمي ب (كتاب القرية) فقرأ القرآن الكريم ومبادئ التوحيد والفقه والتجويد على يد الشيخ محمد الحاج وعندما فتحت أول مدرسة ابتدائية بمدينة أبها التحق بها وأتم تعليمه الابتدائي عام 1357ه، وكان الوقت آنذاك مبكراً لم يحن لافتتاح مدارس ما فوق الابتدائية، فالتحق بالحرم الشريف وجلس على عدة علماء من علماء الحرم، وفي عام 1364ه، عين مدرسا بمدرسة أبها الابتدائية الوحيدة (في وقتها) بأبها وفي عام 1367ه اختير مع بعض زملائه وعين قاضياً في محكمة محايل عسير وفي عام 1376ه نقل قاضياً بمحكمة رجال ألمع ، وفي عام 1382ه نقل رئيساً لمحكمة أبها المستعجلة ، وفي عام 1412ه أحيل إلى التقاعد، له عدة مؤلفات منها ما طبع ك ( كتاب عسير في الماضي والحاضر) وكتاب (المئوية) وكتاب (شذا العبير لأدباء ومثقفي منطقة عسير 1416ه) وغيرها.. يمتلك مكتبة ضخمة بها أكثر من اثنين وعشرين ألف كتاب في التاريخ والأشعار والأنساب.