لا أعرف مبرراً واحداً مقنعاً بأن تصل الأمور بالمسؤولين عن البيت الهلالي الكبير إلى هذه الدرجة من التوتر والغضب بأن يعلن الأمير عبدالرحمن بن مساعد الاستقالة بعد الخروج من دوري أبطال آسيا وكأن مستقبل ومصير الهلال معلق بهذه البطولة وهو الذي حقق ست بطولة وأصبح سيد أكبر قارات العالم وزعيمها ومنحته لقب "نادي القرن الآسيوي"، إضافة إلى ذلك حصول الهلال على حق تمثيل آسيا في كأس العالم للأندية التي لم تقم في أسبانيا لأسباب معروفه آنذاك وهذا لا يلغي تمثيل الهلال في تلك البطولة، وصدقوني لو لم يعط رئيس الهلال أهمية مبالغاً فيها لهذه البطولة لحققها لأن هذه المبالغة ولدت التوتر لدى اللاعبين ولدى الجماهير حتى انعكست سلبا على أداء الفريق في معظم مباريات البطولة وكأن الفريق لأول مرة يشارك في هذه البطولة ويسعى لحصد أول لقب آسيوي في تاريخه. ولنأخذ مثلا ريال مدريد زعيم أوروبا بتسع بطولات منذ ثماني سنوات وهو لم يذق طعم البطولة الأوروبية رغم ضخ الأموال الطائلة التي وصل إلى أكثر 1.5 مليار يورو ورغم هذا لم يقدم رئيسه استقالته. وبحكم انتمائي للأمة الهلالية الكبيرة لو طرحت استفتاء لكل فرد منهم مفاده لو خيرت بلقب نادي القرن أو الحصول على عشر بطولات آسيوية حتما سيكون الجواب بالإجماع لقب نادي القرن الآسيوي، لأن هذا اللقب من المعجزات ولن يحققه أي نادٍ إلا بعد 100 عام، أضف على ذلك بأن هذا النادي العملاق شمسه لا تغيب عن البطولات ونادرا ما يمر عليه عام دون أن يأخذ بطولة أو اثنتين، إذن لماذا الغضب يا سيادة الرئيس ألا يكفي أنك حققت بطولتين من أربع بطولات لعبت عليها العام الماضي في زمن قياسي إذا ما قارناك برؤساء أندية أخرى لم يحققوا أي بطولة من سنين، وأعود وأقول الهلال لا خوف عليه وسيمثل الوطن كل عام ما دام فيه رجال أمثالك مخلصون وسيحقق بطولات محلية وخارجية لأنكم تملكون أقوى فريق في آسيا وأفضل نادٍ، ويكفينا لقب نادي القرن هذا الإنجاز غير المسبوق الممنوح لنا بلا فضل من أحد ولا بواسطة من أحد والذي جاء بالكفاح والعرق منكم يا رجال الهلال وجعلتمونا يا جماهير الزعيم وأجيالنا القادمة ننام على وسادة ناعمة مطرزة بلقب نادي القرن ونقول لهؤلاء التعساء "إلي ما يطول العنب حامض عنه يقول" وكل قرن وأنت بخير.. وفي الأخير أقول لرئيس الهلال نحتاج إليك نحتاج إليك ويستاهلك الهلال والرياضة في السعودية بحاجتك وأمثالك لأنك علمتنا الاحترافية في العمل والتعامل الراقي مع الآخرين بالتسامح والطيبة والأخلاق الرفيعة وعدم الإساءة للغير أو التقليل من قدرهم.