اشتكى مستثمرو شركات حجاج الداخل من ارتفاع أسعار تذاكر الطيران الداخلية التي أصبحت تضيف عبئاً كبيراً على الحجاج، مطالبين الخطوط السعودية بإعادة النظر في طريقة طرح التذاكر بالقرعة التي أفضت إلى نشوء سوق سوداء قفرت بالأسعار إلى أكثر من 200% حيث تراوحت تذكرة "الرياض - جدة " بين 1300 و1500ريال و" الدمام - جدة" بين 1500و1700 ريال. في البداية طالب عبدالعزيز الشلاش "صاحب شركة لحجاج الداخل "بإعادة النظر في قرعة التذاكر، محملا وزارة الحج مسئولية زيادة أسعار الحملات لعدم تدخلها في إقناع الخطوط السعودية إعادة النظر في آلية طرح التذاكر وتحميل الحاج عبئاً إضافياً دون فائدة. فهد البقمي ويرى الشلاش أن الوضع القائم لا يستفيد منه إلا السماسرة وأصحاب المكاتب السياحية التي تقوم برفع الأسعار أكثر من الضعف، مشيرا إلى أن تأخر وزارة الحج في تسليم المواقع للحملات يجعلهم يؤجلون شراء التذاكر مبكراً بسبب عدم معرفة تصنيف الموقع الذي يستلمونه من الوزارة. ويضيف الشلاش أن الخطوط السعودية تستعجل في طرح التذاكر في مزاد رغبة منها في الاستفادة المادية دونما تفهم للتأخير الذي تتحمله الحملات دون ذنب، مقترحا أن تقوم بطرح تذاكر الداخل على شركات ومؤسسات الداخل ولها الحق في طلب ضمان مالي يحفظ حقها ويقضي على السوق السوداء مما يقلل التكاليف عى الحجاج. ويشير فهد البقمي "مدير حملة حج" الى أن الوضع الحالي لا يجب أن يستمر ، اذا كانت الدولة ترغب في تخفيف العبء عن الحجاج حيث إن ارتفاع تذاكر الطيران الى الضعف يلعب دورا كبيرا في التكاليف، مشيرا الى أن سعر تذكرة "أبها / جدة" قفز إلى 860 ريالا بينما سعرها لا يتجاوز 380 ريالا. واضاف أن استئجار طائرات بالكامل لا يكلفهم هذه الأسعار، مؤكدا عدم استجابة الخطوط السعودية لنداءاتهم مما يستدعي تدخل المسئولين في الدولة لإيجاد حل. وطالب أحد متعهدي حملات حجاج الداخل "فضل عدم ذكر اسمه" الخطوط السعودية بإعادة النظر في طرحها تذاكر حجاج الداخل بنظام القرعة حيث تفرض الخطوط السعودية على شركات حجاج الداخل والمكاتب السياحية دفع 3000 ريال ومن يفز بالقرعة يتحكم بالأسعار ومن هنا تنشأ سوق سوداء للتذاكر ويعتبر محظوظا من يحصل على ثمن تذكرة بنحو 1075 ريالا من الرياض إلى جدة لان الاسعار ترتفع على الفور لتتراوح بين 1300 و1500 لنفس الخط، موضحا أن غرفة تجارة مكةالمكرمة رفعت 3 خطابات لمدير الخطوط السعودية يدعونه فيها للاجتماع بهم والوصول إلى حلول مرضية تسهم في القضاء على السوق السوداء ولم يجدوا أي تجاوب، مشيرا إلى أن آخر اجتماع مع الخطوط كان قبل 7 سنوات ولم تفلح كل المحاولات بعدها للالتقاء معهم . وأجمع متعهدو الحملات على أن الحل يتمثل في فتح باب المنافسة لشركات الطيران من الداخل والخارج لنقل حجاج الداخل واستئجار طائرات من الخارج أسوة بالخطوط السعودية التي تستأجر طائرات تركية وتؤجرها على شركات الحج، مؤكدين ان الاستئجار المباشر يخفض الأسعار. من جهته أرجع مساعد المدير العام للخطوط السعودية عبدالله الأجهر طرح التذاكر بنظام القرعة إلى عدم وجود عدد كاف من الطائرات يغطي كل الحملات، مؤكدا أن ارتفاع أسعار التذاكر لأكثر من الضعف يعود إلى كون الطائرات التي تنقل الحجاج تعود بدون ركاب وهذه كلفة عالية على الخطوط السعودية، مشيرا الى أن جميع أصحاب الحملات يشترطون وصول الحجاج في اليوم السابع من ذي الحجة، رغبة منهم في تقليص تكاليف الإقامة والإعاشة وهذا يحمل الشركة عبئاً كبيراً ونفى الأجهر علمه برفض مدير الخطوط السعودية الاجتماع بمتعهدي الحملات.