الكليتان في جسم الإنسان هما معمل يتكون من مجموعة من الفلاتر والأنابيب والأوعية الدموية التي تنقي الجسم من السموم والفضلات الناتجة عن إحراق المواد الغذائية لتوليد الطاقة في الجسم، وإعادة الدم النقي إلى الجسم وتنظيم كمية الأملاح والسوائل .. الخ. وعند قصور عمل الكلى يحدث مرض الفشل الكلوي، والذي قد يؤدي إلى الوفاة. وبالرغم من أن الإنسان يمكن أن يعيش على كلية واحدة إلا أن الفشل الكلوي يحدث عندما تصل وظيفة الكلية إلى أقل من 30% من طاقتها، وعند ذلك يشعر المريض بقلة الشهية للأكل والغثيان والتقيؤ والضعف العام بالإضافة إلى الحكة الشديدة والتورم في القدمين، وربما ضيق في التنفس وارتفاع ضغط الدم وقلة القدرة على التركيز. ولعل من أهم أسباب الفشل الكلوي داء السكري وارتفاع ضغط الدم والالتهاب البولي الجرثومي المزمن وحصيات الكلى وأورامها بالإضافة إلى أمراض الكلى الوراثية. ويهدد مرض الفشل الكلوي حياة الآلاف من المرضى في المملكة، حيث اتسعت رقعة المرض لتشمل معظم المناطق، كما تشير بعض المعلومات إلى أن هذا المرض ربما يهدد أكثر من مليون ونصف المليون شخص في المملكة خلال السنوات القليلة القادمة. وتدل إحدى الدراسات الميدانية التي قامت بها وزارة الصحة بالتعاون مع جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي (كلانا) على أن ضغط الدم وداء السكري هما السببان الرئيسان لهذا المرض في المملكة كما أن نسبة كبيرة من المرضى (56%) لم يكونوا يعلمون أنهم مصابون بداء السكري، مما يحتم الكشف المبكر للمساعدة على الوقاية من مرض الفشل الكلوي. لقد ارتفع عدد مرضى الفشل الكلوي في المملكة إلى أكثر من 11 ألف مريض، وبنسبة متسارعة تصل إلى 9% سنوياً، وكثير منهم من المحتاجين غير القادرين على نفقات الغسيل الكلوي أو قيمة الأدوية، أو وسيلة النقل أو تكاليف الرعاية الطبية الطارئة. وبالرغم من أن زراعة الكلى هي العلاج المثالي إلا أن قلة المتبرعين بالأعضاء سواء في داخل الأسرة أو خارجها يجعل الغسيل الكلوي هو الحل الشائع لعدد كبير من المرضى. ويحتاج المريض إلى إجراء غسيل كلوي بواقع ثلاث او أربع مرات أسبوعياً مع توفير الأدوية الأساسية التي يتناولها المريض قبل وأثناء وبعد جلسات الغسيل الكلوي، كما يحتاج إلى فحوصات دورية (أسبوعية وشهرية وسنوية) بالإضافة إلى الأدوية اللازمة لحالات الطوارئ التي قد تحدث أثناء الغسيل الكلوي. وعندما انشأت جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية كان من أهم أهدافها تقديم خدماتها لجميع مرضى الفشل الكلوي في جميع مناطق المملكة مع الاهتمام بالجوانب العلاجية والاجتماعية للمرضى وأقاربهم من الدرجة الأولى، وكان من أكثر برامجها العلاجية كلفة برنامج رعاية مرضى الغسيل الكلوي الدموي لمرضى الفشل الكلوي المحتاجين والذي خدم منذ انطلاقته في عام 1428ه أكثر من 700 مريض بتكلفة سنوية تصل إلى أكثر من 80 مليون ريال. إن ازدياد عدد المصابين بهذا المرض، وارتفاع معدل تكلفة العلاج للمريض الواحد عن 115 ألف ريال سنوياً يدعو إلى تكاتف جميع أفراد المجتمع السعودي مع حملة الجمعية في التوعية بطرق الوقاية والعلاج والدعوة إلى التبرع بالأعضاء. إنني أدعو جميع أفراد المجتمع إلى مساعدة مرضى الفشل الكلوي من خلال التبرع الرمزي بمبلغ عشرة ريالات (10 ريالات) وذلك عن طريق ارسال رسالة فارغة إلى الرقم الموحد (5060) من أي هاتف متنقل، أو الاشتراك الشهري بالتبرع ب (12 ريالا) عن طريق ارسال رقم (1) إلى (5060) وأناشد الجميع بالمبادرة بإرسال هذه الرسالة لمساعدة جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي (كلانا).. إن هذا االمبلغ الزهيد سوف يضاعفه الله للمتبرعين والله يقول في كتابه العزيز (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم) سورة البقرة الآية 261. ولنتذكر جميعاً أن هذه الرسالة يمكن أن تنقذ مريضاً محتاجاً وتفرج عنه كربة من كرب الدنيا كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة). نسأل الله أن يوفق الجميع إلى ما يحبه ويرضاه من صالح القول والعمل...