شن الأستاذ صالح كامل رئيس مجلس الغرف السعودية هجوما قويا على ما اسماه مافيا التأشيرات بحضور وزير العمل المهندس عادل فقيه. صالح كامل قال مخاطباً الوزير: "أستأذنكم بالدخول لعش الأفاعي والثعابين والعقارب –مافيا التأشيرات- فانا أتقدم للحصول على تأشيرة أو تأشيرات وأظل انتظرها أشهرا من دون جدوى، ثم يأتيني من يعرض علي دفع 5 أو 8 أو 10 آلاف ريال، ولا يمضي أسبوع إلا والتأشيرات جاهزة على مكتبي". ثم أضاف :"الوضع محزن فيما يتعلق باستخراج تأشيرات العمل وما آل إليه في زمن الراشين والمرتشين وغيرهم من الملعونين". لم يوضح صالح كامل هل كان يتحدث عن تجربة، أم من واقع مشاهدة أو كان، ببساطة، يروى أحاديث السمر. لكن أياً كان توضيحه فإن فحوى حديثه أن الرشوة ضاربة أطنابها في مكتب العمل والعمال. إذ انه يتحدث عن تأشيرات تصدر باسم مقدم الرشوة، أي انه لا يقصد النوع المعتاد من تجار التأشيرات الذين يضللون مكتب العمل باستخراج سجلات لمؤسسات وهمية ثم يطلبون تأشيرات يبيعونها بعد ذلك. حديث صالح كامل الذي كان في لقاء رسمي بحضور الصحافة ورجال الأعمال وقيادات مجلس الغرف السعودية لم يعلق عليه الوزير إلا بقوله: "الفساد داء لابد من محاربته، وهو ليس حصرا على وزارة أو موظف". الوزير الذي كرر في اللقاء موقفه السابق بأنه سيصوم عن التصريحات لثلاثة أشهر يجب عليه أن يكسر صيامه الآن. إذ إن ما قيل أمامه صيد ثمين من الممكن أن يشكل الفرق بين النجاح والفشل في إدارته للوزارة. لقد ساق له الله احد رجال الأعمال الذين يقولون له أمام الملأ إنه يعرف المرتشين، لذا يتعين عليه أن يغتنم الفرصة فيقوم بالتعاون مع المباحث الإدارية بنصب الافخاخ لمن سماهم صالح كامل بالعقارب والأفاعي. صالح كامل يتعين عليه، هو الآخر، عدم الشكوى ومطالبة الآخرين بمحاربة الأفاعي والعقارب في الوقت الذي يمتنع هو عن أداء واجبه، كمواطن وكرجل أعمال وكرئيس لمجلس تجار المملكة. الخطوة الأولى في محاربة الفساد هي بأن يتحلى المرء بالايجابية والمسؤولية. فرجال الأعمال الذين يشتكون من تكاثر المرتشين لا يجب عليهم عدم الخضوع للفساد فحسب بل وعليهم واجب محاربته بالإبلاغ عنه حتى لا يستشري. عليهم أن يتدبروا لعن المصطفى (ص) الراشي قبل المرتشي والرائش بينهما.