يقولون إن الشباب يشكلون أكثر من نصف المجتمع في المملكة العربية السعودية ولهذا دوماً يطرح هذا السؤال الحائر ماذا قدمنا لهذا الشباب؟. شبابنا لا يجدون منا الكثير من الاهتمام سواء بالاستفادة من طاقاتهم أو تعبئة أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالنفع ولهذا فهم في شكوى دائمة أين نذهب؟. إن ذهبنا إلى المجمعات التجارية التي تعتبر منفذاً للترفيه فإنهم يصدوننا عند الأبواب قائلين الدخول للعوائل فقط. أنديتنا الرياضية لم تقدم لنا ما يشفع لوجودها فهي تنظر لنا كمشجعين فقط. إن بحثنا في أحيائنا عن أي مرافق لا نجد أي مرفق موجه لنا عدا بضع حدائق مخصصة للأطفال. إنهم في حالة تذمر دائم ولهذا فلا يجدون أمامهم إلا الاستراحات التي يجتمعون فيها لمشاهدة القنوات الفضائية ولعب الورق ومن لا تمكنه موارده المالية من الاشتراك مع مجموعة في استراحة لا يجد أمامه إلا المقاهي التي تبعد عن المدينة بضعة كيلومترات وليس فيها من وسائل الترفيه إلا مشاهدة الفضائيات وتدخين الشيشة أما الفئة الثالثة فلا تجد إلا الأرصفة على الطرق غير المأهولة كمكان للاجتماع. ما طرحته هنا هو نقطة من بحر هموم الشباب التي تحتاج منا الكثير والكثير لدراستها وإيجاد الحلول لها ولأن للإعلام دورا كبيرا في استقطاب الشباب بودي أن يكتمل عقد القنوات السعودية بقناة موجهة للشباب خاصة وأن معالي وزير الثقافة والإعلام أخرج لنا في عام واحد خمس قنوات ولهذا فوجود قناة موجهة للشباب تخاطبهم بلغة العصر ويكون إنتاجها منهم وإليهم وتكون نافذة لهم للتعبير عن أفكارهم ولإبراز رؤاهم في قضاياهم عبر العديد من البرامج الحوارية الشبابية وبرامج مع متخصصين في قضاياهم يسمعون منهم ويحاورونهم إضافة إلى العديد من البرامج المتنوعة والتي يجب أن تتنوع إلى ثقافية وبرامج مسابقات وبرامج استشارات متنوعة نفسية واجتماعية واقتصادية وبرامج للعلوم والمعارف والتقنية وبرامج متخصصة نقدم من خلالها لنماذج مشرفة في المجتمع وبرامج موجهة لطلبة الجامعات وغيرها العديد من البرامج شرط أن تكون القناة شبابية الصناعة وشبابية التوجه حتى تكون جاذبه لهم. إنني على ثقة إن شاء الله أنه سيكون لها الكثير من المتابعين طالما أنها ستُعبّر عن شباب الوطن والأمر الأهم هو أنها لن تكون عالية التكلفة قياساً بغيرها من القنوات الإخبارية أو القنوات الترفيهية ويمكن أن تساهم جهات عدة في دعم إنتاجها البرامجي وفي مقدمتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والابتكار وهيئة السياحة وغيرها من الجهات التي يفترض أن تدعم البرامج المجتمعية ككبرى الشركات التي ينتظر منها دعم المجتمع مثل أرامكو وسابك وشركات الاتصالات وغيرها الكثير. لتكن الشبابية نواة للتكامل بين كافة الجهات المعنية بالشباب ولتستقطب الكفاءات الشبابية من الجنسين إعداداً وتقديماً وحواراً وإخراجاً. ولعل "الشبابية" بهذا التوجه تكون نموذجاً فريداً بصفتها مكملة للعقد الأول وصاحبة التميز بين مثيلاتها في تأسيسها وإنتاجها ومن تخاطب وليكون لمعالي الوزير عبدالعزيز خوجة صاحب المبادرات السريعة الدور في أن ترى النور شريطة أن يكون التميز هدفها وأن تذلل لها كل الصعاب لتكون ناجحة بكل المقاييس لأنها بكل بساطة ستخاطب أكثر من نصف المجتمع.