بدأت الحكومة الأفغانية من طرفها فتح حوار مع المتمردين وعينت الرئيس الأفغاني السابق (برهان الدين رباني) رئيسا للمجلس الوطني الأعلى للسلام في أفغانستان ليجري اتصالاته مع مختلف مجموعات المتمردين لبحث إنهاء النزاع ووقف التمرد ومناقشة التسوية السياسية وعقد المصالحة الوطنية في البلاد، وتجدر الإشارة إلى أن الإدارة الأمريكية قد باركت هذه الجهود بمشاركة بعض الدول الوسيطة لحل الأزمة الأفغانية. ويخشى البعض بألا تتكلل هذه الجهود بالنجاح وتصاب بالفشل في أية لحظة فالتوصل إلى نتائج مثمرة مازال بعيداً، غير أن ما يميز هذه الجولة من المحادثات غير الرسمية وغير المعلنة أنها تشمل المجموعات المنضوية تحت حركة (طالبان) بزعامة (ملا محمد عمر) والحزب الإسلامي بزعامة (قلب الدين حكمتيار) ومجموعات (شبكة حقاني) بزعامة نجل الزعيم الأفغاني (ملا جلال الدين حقاني) وجاءت برغبة من أمريكا بطريقة غير مباشرة وبواسطة الحكومة الأفغانية بكابل في طلب غير مسبوق للإدارة الأمريكية وباطلاع كامل من واشنطن على مجريات المباحثات إلا أنها تفضل أن تبقى بعيدة عن المشاركة المباشرة فيها. وتجدر الإشارة إلى أن (حكمتيار) لم يمانع في فتح الحوار وأراد أن يتناول مناقشة موضوع خروج القوات الأجنبية من أفغانستان ومن جهتها لم ترفض حركة (طالبان) الأفغانية الحوار جذريا وإنما وضعت بعض الشروط لبدء المباحثات. جاء هذا التطور المفاجئ بموقف الولاياتالمتحدة في ضوء تصاعد الانتقادات داخلياً ضد استمرار الحرب ودخولها العام العاشر فقد كلفت الميزانية الحكومية مبالغ طائلة وبرزت هنالك أصوات تنادي بضرورة إيجاد مخرج للازمة والتوصل لحل سياسي والتخلي عن خيار الحرب والحسم العسكري ضد حركة (طالبان) الأفغانية شرط فك ارتباطها بتنظيم (القاعدة) وضمان عدم استخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتعترف قيادة (النيتو) بتعاظم قوة المتمردين ولا تمانع بالحوار معهم وترغب في نفس الوقت مواصلة الضغط العسكري عليهم لفرض شروطها على مائدة المفاوضات في الحوار معهم. الى ذلك قال الجنرال الأمريكي ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الجمعة إن القوات التي يقودها الحلف سهلت مرور قيادي كبير في حركة طالبان الى كابول لإجراء المحادثات. وقال بتريوس في تصريحات في لندن إن ذلك جاء في اطار دعم الولاياتالمتحدة وحلف الأطلسي لمحادثات المصالحة التي يجريها الرئيس الأفغاني حامد كرزاي مع طالبان. وأضاف "في بعض الاحوال نسهل هذا. نحن في غنى عن القول إن دخول قيادي كبير من طالبان الى أفغانستان وشق طريقه الى كابول لن يكون سهلا لو لم تكن قوة (المعاونة الأمنية الدولية) إيساف.. تعلم بهذا وبالتالي تسمح بحدوثه". وأضاف "هذا هو المدى الذي يمكنني الذهاب اليه في هذه المرحلة". من جانبها اعلنت وزارة الخارجية الباكستانية الجمعة ان حكومتها مستعدة على غرار حلف شمال الاطلسي ل "تسهيل" الحوار بين كابول وحركة طالبان من اجل التوصل الى مصالحة، موضحة ان ذلك يصب في مصلحة اسلام اباد. وصرح شاه محمود قرشي للصحافيين ان المصالحة "مبادرة افغانية وعليهم (الافغان) ان يتبنوها ويتولوها. نحن هنا للمساعدة وللتسهيل". وقال ان من "مصلحة باكستان" ان يعم السلام في افغانستان. من ناحية اخرى أعلنت قوة الأممالمتحدة لحفظ الأمن في أفغانستان "إيساف" امس عن مقتل جندي تابع لها بانفجار عبوة ناسفة جنوب البلاد. وذكرت "إيساف" في بيان نشرته على موقعها على الانترنت أن جندياً قتل اليوم (الجمعة) لدى انفجار عبوة ناسفة في جنوبأفغانستان، من دون أن تشير إلى جنسية القتيل أو مكان مقتله. وقد اعلنت إيساف في بيان سابق امس مقتل جندي تابع لها بهجوم مسلح أمس الاول في شرق البلاد ليرتفع عدد قتلاها الذين سقطوا الخميس إلى 9 جنود.