لم تكن لي علاقة حميمية بالفقيد الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي ولكنني عرفته، كما عرفه الكثير من الناس، من خلال إنجازاته القيمة فيما وكل إليه من أعمال لها علاقة بالوطن والمواطن وأبلى فيها بلاء حسناً أدى إلى اكتسابه اعجاب واحترام كل منصف ومقدر لمن بذل جهده في اتقان عمله وتحلى بالاجتهاد والنزاهة. ومن ناحية أخرى فقد اشتهر بمؤلفاته القيمة نثراً وشعراً وتعددت المواضيع التي طرقها بتعدد مواهبه واستغلاله للوقت فيما يفيد. هذه الخصائص التي يندر توفرها في شخص واحد كما اجتمعت لهذا الرجل الاستثناء، دفعتني إلى الادلاء بدلوي مع الكثيرين لارثيه بهذه الأبيات المتواضعة.. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.. العلم لا يشترى بالمال ننفقه اختصه نفر بالجد والهمم استثمروا وقتهم في العلم فانفتحت أبوابه شرعاً تدعو لمغتنم من كان بالعلم مهتما ومحتفلا يعلى مكانته حيا وفي العدم يا غازي العلم آفاق لكم فتحت نلتم بها موقعا في قمة الهرم نجم يشار له في كل معترك أعماله برزت بالفعل والكلم تحكى له سيرة بيضاء معطرة إنجازه شاهد نار على علم ما كان ذا هبة أو أنه صدفاً بل عنوة أحرزت بالصحو في العتم فهو الأديب الأريب المبدع الفطن الكاتب الشاعر المشهور كالعلم خصب المواهب كم أثرت مواهبه في النثر والشعر ما يرقى إلى القمم يا طالب العلم إن العلم سلمه صعب تسلقه من قاصر الهمم إن كنت ذا همة عليا ظفرت به بالجد لا لقب الدكتور والعمم يحظى بذا نخب من مثل صاحبنا ما ضيعوا وقتهم في اللهو والنوم يا غازي العلم ساحات الوغى حزنت من فقد فارسها تشكو من الألم والعلم والعمل الجدي يفقده تجرى دموع من القرطاس والقلم الله أسأله عفوا ومغفرة تغشى الفقيد من الرحمن ذي الكرم أكثر إلهي من الأمثال تخلفه أنت الذي واهب الأفضال والنعم ثم الصلاة على الهادي معلمنا ما غرد الطير في الواحات والأكم ** «ثقافة اليوم» تعتذر عن الأخطاء الطباعية في ترتيب الأبيات التي رافقت نشر القصيدة.