إن من أحد مقاصد ديننا الإسلامي الحنيف الترغيب والحث على فعل الخير إرساء لمبدأ التكاتف والتكافل الإنساني في شتى صوره التي جسدها نبي الرحمة وسيد الخلق حين قال (لأن أمشي في حاجة أخي خير لي من الاعتكاف في مسجدي شهرين)، وانطلاقاً من هذا المقصد النبيل فقد جاء أمر والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - بإنشاء مؤسسة تحمل اسم "مؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للأعمال الخيرية والإنسانية". وتأتي بادرة ملك الإنسانية ورجل القرارات الحكيمة تعزيزاً لدور المملكة في أوجه الخير على الصعيدين المحلي والعالمي. إن هذا المشروع التاريخي ليس بمستغرب على ملك الإنسانية الذي تميز عهده بالخير والعطاء والتطوير المستمر ووضع الحلول الصائبة لمعالجة الفقر، ولم تقتصر الجهود على الصعيد الداخلي وإنما امتدت إلى خارج حدود الوطن لتشمل الإنسانية جمعاء، وهو ما دأبت عليه حكومتنا الرشيدة من إغاثة المنكوبين وسد حاجة المحتاجين ومد يد العون والشواهد على ذلك كثيرة كان أقربها هي الوقفة المشرفة مع الشعب الباكستاني في محنته إثر الفيضانات التي اجتاحت بلادهم، حينما أمر خادم الحرمين الشريفين بتسيير جسر جوي إغاثي طبي لمساعدة المتضررين، وفتح باب التبرع لشعب الباكستان. ولعل أبرز ما يميز هذه المؤسسة الخيرية هو شمولية أهدافها وتكاملها حيث تتضمن تلك الأهداف تقديم المساعدة والعون للمحتاجين ودعم العمل الخيري للحد من الفقر على مستوى العالم، وذلك خدمة للدين وللإنسانية وإرساء قاعدة العطاء بين المسلمين وغيرهم من أتباع الديانات الأخرى لتجسيد الصورة الحقيقية لشريعتنا السمحة وتعزيز ثقافة السلام في خضم الصراع العالمي الحاد الذي نشهده اليوم وتعريف الشعوب بالإسلام ومبادئه السمحة والترغيب فيه، وتشجيع الحوار بين الحضارات وقبول الآخر. نسأل الله أن يحفظ ملك الإنسانية وأن يديم مملكتنا مملكة للإنسانية جمعاء. * عميدة كلية العلوم جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن