أكد الدكتور علي جمعة مفتي مصر أهمية تفعيل جهود الحوار بين العالم الاسلامي والغرب لإزالة سوء الفهم لدى كثير من أتباع الحضارة الغربية عن الإسلام وحضارته.وقال إن ما تبثه بعض وسائل الإعلام الغربية حول العرب والمسلمين ينقصه كثير من الفهم والدراية بقيم وتقاليد هذه المجتمعات، ويعمل على تشويه صور هذه المجتمعات لدى متابعي هذه الوسائل. وشدد مفتي مصر خلال استقباله امس الاول السفير بيتر كيثك سفير المجر بالقاهرة على ضرورة مد جسور مشتركة للتواصل الحضاري بين الغرب والشرق، وأن تكون هذه الجسور قائمة على الفهم المتبادل لمنظومة القيم والعادات ولا تحكمها "أفكار نمطية أو مسبقة" مؤكدا أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين الأديان والحضارات التي أطلقها قبل عامين أكدت أن السلام والتعايش الآمن بين شعوب الأرض لن يتحقق إلا بالحوار والتفاهم.وأضاف قائلا: إن استراتيجية الحوار التي طرحتها مبادرة خادم الحرمين الشريفين تقوم على أساس أن الحوار الحضاري في الإسلام لابد أن يقوم على احترام ثقافة وخصوصية الآخر، وأن تعدد الحضارات يعتبر تعدد تنوع وتعاون وليس تعدد صراع وتمايز، وأن لكل حضارة خصوصيتها الثقافية.وأكد مفتي مصر أن الحوار بين الحضارات من مبادئ الإسلام العظيمة، وأن التعارف بين الشعوب سمة أساسية من سمات الإسلام فأصل دعوة الإسلام هو الالتقاء بين الأمم والشعوب لمزيد من التفاعل والتواصل الحضاري مشيرا إلى أن المشترك الذي يتقاسمه الإسلام والمسيحية واليهودية وغيرها من الديانات أكبر بكثير من دائرة الخلاف.وقال إنه بات من الضروري أن يكون حوارنا عمليًّا ومتعدد الأوجه بعيدًا عن النظريات الإنشائية لفتح صفحة جديدة من العلاقات الطيبة، فهناك حاجة ماسة لتوسعة الحوار ليشمل الجوانب الثقافية، والعلمية، والاقتصادية، والتنموية لتكوين علاقات وثيقة بين الجامعات ومراكز البحث والطلاب في الجانبين المصري والمجري، حتى يتم تبادل المعرفة في أوساط الشباب قبل أن يسود بينهم التعصب مما يسهم في نشر التسامح بين أوساط قادة الأجيال القادمة في كلا الجانبين.