سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أخبار الصحف على الإنترنت يعتبر إعلاماً جديداً وتستفيد من الأرشفة والتفاعلية والوصول للجمهور هناك أخطار حقيقية تهدد الإعلام الجديد في المستقبل.. د. عمار بكار ل«الرياض»:
قال الدكتور عمار بكار مدير الإعلام الجديد في مجموعة MBC، إن هناك اخطاراً حقيقية تهدد الإعلام الجديد في المستقبل، مثل: بعد الإعلام الرقمي عن كلاسيكيات الإعلام التي تقوم على الموضوعية والمصداقية وذلك لأن التكنولوجيات الجديدة تعطي وزنا متساويا لكل المستخدمين، وتشجع على المحتوى الذي ينتجه الجمهور. وأشار في حواره مع "الرياض" إلى أن الإعلام الإلكتروني يتجه بسرعة نحو الرسائل السريعة المختزلة، مبيناً أن هناك إقبالا إنسانيا عالميا على وسائل الإعلام الجديد، مؤكداً في الوقت ذاته أن نشر أخبار الصحف كما هي على الإنترنت يعتبر إعلاماً جديداً، لأن الصحف تستفيد من مميزات الإنترنت مثل: الأرشفة والتفاعلية والقدرة على الوصول للجمهور في كل أنحاء العالم. فإلى تفاصيل الحوار: * كيف تنظر لمستقبل الإعلام الجديد في ظل المعطيات الحالية ؟ - مستقبل الإعلام الجديد يبدو وكأنه "مستقبل محتوم"، بمعنى أنه لن يكون هناك خيار أمام الإنسانية ألا يستمر هذا النوع من الإعلام والقائم على تكنولوجيا الإنترنت والموبايل، لأنه لا يبدو أن هناك أي احتمال لتوقف الإنترنت والموبايل والتكنولوجيات الرقمية الأخرى عن التوسع والانتشار والسيطرة على سلوك الإنسان اليومي. الإعلام الجديد هو صناعة المعلومة والخبر والترفيه عبر هذه الوسائل، وهو ما يمثل الوقود الذي يعطي لهذه الوسائل النجاح والاستمرار في جاذبيتها للناس. الإنترنت ساهم في اتساع مساحة الحرية بلا رقابة من جهة أخرى، أشعر بأن هناك أخطاراً حقيقة تهدد الإعلام الجديد في المستقبل، ومنها:بعد الإعلام الرقمي عن كلاسيكيات الإعلام التي تقوم على الموضوعية والمصداقية وذلك لأن التكنولوجيات الجديدة تعطي وزنا متساويا لكل المستخدمين، وتشجع على المحتوى الذي ينتجه الجمهور، وهذا محتوى في الأصل لا يزيد عن كونه محتوى شخصيا لا تتوفر فيه أي من شروط المحتوى الإعلامي الرصين، و تنافس "المحتوى الشخصي" إن صح التعبير والذي يشمل الصفحات الشخصية على موقع فيسبوك وفيديوهات يوتيوب مع "مواقع البحث" ( مثل جوجل طبعا ) مع الإعلام الجديد على كعكة إعلان واحدة على الإنترنت هو أمر غير مسبوق، فقبل الإنترنت كانت الميزانيات الإعلانية توزع بنسبة عالية على الوسائل الإعلامية، والآن قد لا يحصل المحتوى الإعلامي على نسبة عالية من ميزانيات الإعلان على الإنترنت، وهذا يعني عدم توفر مصادر الدخل، والذي يؤثر في النهاية على جودة المحتوى ويؤدي إلى ضعفه وعدم مصداقيته، واخيراً:الإعلام الإلكتروني يتجه بسرعة نحو الرسائل السريعة المختزلة، وذلك حتى يتوافق مع وسيلة كالموبايل ومع كثرة الخيارات التي لدى الشخص المستخدم للإنترنت والموبايل، والرسائل السريعة والمختزلة تبتعد دائما عن العمق والشرح المكثف والمعلومات الوفيرة، وهذا يعني أن الرسالة الإعلامية ستتجه نحو السطحية والاختصار، وهو أمر أخاف منه وخاصة على الشعوب العربية التي لا تجد لقراءة الكتب في حياتها مكانا كبيرا. الإعلام الإلكتروني يتجه بسرعة نحو الرسائل السريعة المختزلة من جهة أخرى، هناك نمو سريع في كم الإعلان على الإنترنت، وهو نمو سيكفل بنشوء المزيد من المواقع الكبرى وجذب المزيد من الاستثمارات التي تحاول الاستفادة أيضا من النمو السريع لاستخدام الإنترنت لدى مختلف فئات الجمهور، وهذا من شأنه أن يعزز مكانة الإعلام الجديد ويتجه به نحو المنافسة مع وسائل الإعلام الأخرى، وربما التفوق على بعضها بالضربة القاضية. * هل الإعلام الجديد هو التدفق الحر للمعلومات وحرية الاتصال فقط ؟ - لا علاقة على الإطلاق بين الإعلام الجديد والتدفق الحر للمعلومات. ما حصل فقط أن الإنترنت والموبايل كانا يخضعان في تكوينهما للفلسفة الفكرية والثقافية التي يحملها الغرب والذي اخترع هذه المنصات التقنية، ولكن هذه الفلسفة في تغير تدريجي لتتواءم مع مختلف الثقافات والسياسات المتبعة في أنحاء العالم نحو قضايا الحرية والمسؤولية. ولكن بلا شك، ساهم الإنترنت في اتساع مساحة الحرية مع سنوات طويلة من النشاط بلا رقابة، ومع وجود مواقع أمريكية كبرى تسيطر على الساحة دون أن يكون هناك إمكانية لفرض الرقابة عليها مثل فيسبوك، وهذه الحرية جاءت عموما ضمن تطور طبيعي تمر به معظم دول العالم النامية والتي كانت مضطرة لوضع المزيد من القيود لحماية قيم الدولة النامية، وصار التخفيف من هذه القيود منطقيا مع وجود أرضيات أكثر صلابة لهذه القيم. * هل يعد نشر أخبار المؤسسات الإعلامية بشكلها الحالي على الانترنت إعلاماً جديداً ؟ - نشر أخبار الصحف كما هي على الإنترنت يعتبر إعلاما جديدا لأن الصحف بذلك تستفيد من مميزات الإنترنت مثل الأرشفة والتفاعلية والقدرة على الوصول للجمهور في كل أنحاء العالم. ولكن طبعا أنا لي رأي أردده كثيرا بأن مثل هذا النشر يضر بالصحيفة والموقع، لأن المحتوى الذي يناسب الموقع لا يناسب الجريدة، والعكس صحيح، وما يحصل عند إيجاد نسخ إلكترونية من النسخ الورقية هو خلق منافسة غير عادلة بين محتوى مجاني ومحتوى مدفوع الثمن، وخلق منافسة غير عادلة أيضا بين المواقع الإلكترونية التي تحدث على مدار الساعة ومواقع الصحف التي تحدث في اليوم التالي. أعتقد جازما أن الصحف يمكنها أن تستثمر في مواقع إلكترونية تحمل صفات الصحيفة الإلكترونية باستقلالها وتناسبها مع عادات ورغبات متصفحي الإنترنت، وتدعم في نفس الوقت الصحيفة الورقية وتستفيد منها، وهناك عدد من الصحف السعودية بشكل خاص التي تحاول السير في هذا الاتجاه. * ما تأثير المتغيرات الاجتماعية والثقافية على تبني استخدام الانترنت في المجتمعات المحلية ؟ - كل مجتمع يتغير اجتماعيا وثقافيا، وهذا التغير سريع في زمن ثورة المعلومات، وجزء من هذا التغير مرتبط بالتكنولوجيا والإنترنت بطبيعة الحال، والتي خلقت حالة العولمة التي تقود جزءا هائلا من هذا التغير. لا يمكن ببساطة فهم تغيرات المجتمع، ولكن ما هو أهم هو الوعي بقيمة فهم هذه التغيرات، والوعي بأن إهمال هذا الفهم سيؤدي لكوارث اجتماعية وثقافية، لأن مثل هذا الوعي من شأنه أن يقود لنشوء عمل بحثي منظم يبحث عن هذه التغيرات ويدرسها بعناية ويحاول تقديم رؤى علاجية وإصلاحية على أساسها. وعلى العموم كإجابة على سؤالك، فإنه من الواضح أن هناك إقبالا إنسانيا عالميا بلا استثناء على وسائل الإعلام الجديد، وكأنه "سحر جديد"، وكما قلت سابقا، هناك هجرة جماعية بشرية نحو المجتمعات الافتراضية، والعوامل الثقافية والاجتماعية تبدو وكأنها تقف عاجزة عن إيقاف تلك الهجرة أو تغيير مفرداتها، مع استثناءات محدودة لهذه الملاحظة. * ما هو العنصر الحاسم في الإعلام الجديد ؟ - في رأيي الشخصي هناك عنصران حاسمان في الإعلام الجديد، المحتوى والتكنولوجيا. المحتوى يمثل الجوهر الذي يعتمد عليه نجاح أي وسيلة إعلامية كلاسيكية أو جديدة، وهو مرتبط كما هو معلوم بالإبداع والقيم الإعلامية والقدرة على موائمة تطلعات الجمهور. "المحتوى هو الملك" كما يقول الغربيون لأن كل العناصر الأخرى من السهل إيجادها والتعامل معها، بينما المحتوى هو الذي يميز أي وسيلة إعلامية عن الأخرى. أما التكنولوجيا فلأن تطورها المستمر وملاحقته يمثل جوهر النجاح لأي وسيلة إعلام جديد. فريق المبرمجين إذا كان ذكيا ومميزا يستطيع أن يقود نجاح وسيلة إعلام جديدة. في هذا السياق أضرب دائما المثل بموقعين هما MySpace.com وFacebook.com حيث يعتبر موقع ماي سبيس المؤسس الحقيقي للشبكات الاجتماعية، وجاء فيسبوك بعده، ولكن لأن ماي سبيس لم يتطور تقنيا وبقي حيث هو، بينما تطور فيسبوك بسرعة هائلة، انتصر فيسبوك في المعادلة وصار الأقوى بلا منافس.