(حسنا.. دعني أقترح عليك مقالا : دائما نطالب وزارة الإعلام بالتحرك، السؤال: أين دور الآخرين؟!. أنت قلت في مقالك إن المستثمر يتجه بالدرجة الأولى للاستثمار في قنوات الشعر والأغاني. !القصد من اقتراحي، ليس أن أرمي الكرة في ملعب الآخرين، القصد: أن أغلب المطالبات تتجه للوزارة - وأنا أجزم أن هذا بسبب حسن الظن - لكنني بدأت ألاحظ أننا - عن حسن نية - نغفل دور أطراف أخرى في المشهد الإعلامي والفضائي: أهمها (رأس المال، الكوادر المؤهلة خصوصا في التخصصات التقنية). بارك الله فيك .. وأتابع دائما مقالاتك المتميزة - تحياتي ومحبتي وتقديري أخوك عبدالعزيز محي الدين خوجة) أكرمني معالي وزير الثقافة والاعلام د. عبدالعزيز محي الدين خوجة بهذا التعليق الحواري الرائع اعلاه، تعليقا على مقالي الاثنين الماضي ( السعودية والحاجة للانفتاح الحضاري الفضائي!) ، تفاعل الوزير ليس مستغرباً عليه لأنه نموذج للوزير المواطن ، عندما تكون لغة الحوار بهذه الشفافية رغم انتقادي لدور الوزارة في فتح الباب للاستثمار الفضائي انطلاقا من بلدهم، هو تأكيد ان د.عبدالعزيز من الشخصيات التي غيرت مفهوم ثقافة علاقة المسئول بهموم وطنه ، شخصيا وبدون مبالغة وبحزن كمنتسب للوسط الإعلامي ، لا أتذكر وزراء الاعلام الذين مروا عليّ ، الا عند تعيينهم او عند مغادرتهم الوزارة ، انا هنا لست بصدد كيل المديح والثناء على وزيرنا الحالي الراقي ، لان العمل والدور الذي يقوم به خير شاهد على الواقع الاعلامي المتحسن الذي نعيش اجواءه رغم الكثير من الظروف والمنغصات المتعددة !! عندما اعتبرت اننا بحاجة لنقله فضائية سعودية بمستوى المنجز الحضاري الذي نعيشه، لم اتناول اللوم على وزارة الثقافة والإعلام بصفتها الاعتبارية ، وانما حاولت وبثقة و(حسن نية) ان تكون الكرة بملعب الاعلامي والاديب والشاعر المرهف والمحب لوطنه د.خوجة ،وليس بصفته فقط الوظيفية كمعالي للثقافة والاعلام ، اتشرف كثيرا بتوجيه وثقة معاليه باقتراحه ولكن قبل وجود الاطراف الاخرى ، لابد من وجود البيئة المحيطة بهم والمناسبة لتطلعاتهم ، اعرف الكثير من الراغبين وبحرفية ومهنية عالية من اصحاب الملايين الراغبين بالاستثمار بقنوات اخبارية واعلامية راقية ، ولكن لا يريدون المغامرة من عواصم عربية او عالمية ، يريدونها من الرياض او جدة ، نحن نحتاج لنقلة اخرى يقودها معاليكم ، فكما تم مؤخرا وبنقله تاريخية إتاحة الفرصة للبث الإذاعي لعدد من المؤسسات الاعلامية وبأسلوب احترافي ، أتمنى وأكرر ان يجد الاعلام الفضائي فرصته الأكبر ، لان القنوات الفضائية الرسمية تظل بإطار معين وبسياسة متعارف عليها !! في الكويت والإمارات خليجياً ومصر عربياً لديهم نهضة فضائية ملحوظة متمثلة بقنوات فضائية جديدة وغير مقتصرة على الترفية والأغاني ، وإنما نجدها تغوص بهموم وشجون الشأن المحلي برؤية إعلامية فضائية متجددة وغير مملة ، كسرت حاجز الرسمية ولم تتجاوز الخطوط الإعلامية الرسمية ، حديث الشارع الكويتي باحترافية تابعناه وكأننا المعنيين به ، تفاصيل عفوية وبسيطة تحدث ومن خلال تغطيات فضائية في قرى وأرياف مصرية شدتنا بمشاهدتها ، نحن نحتاج لاإظهار الجانب الآخر من حياتنا ، الأمر ليس بمقال او حديث عابر وإنما بفرص وطموحات ، هناك الكثير من الأدوار على الآخرين ولكن لازلت مصرّا ، الكلمة الأولى تبدأ بصورة رسمية من الوزارة ، ومن ثم ننطلق بطموحاتنا لأفق إعلامي متجدد ومواكب كما اسلفت للنقلة الحضارية التي نعيشها ، لكي لا تكون أغلبية اهتمامات الجميع بقنوات المسابقات المضحكة أو قنوات السحر والدجل أو قنوات التعري الغنائي . شكراً معالي الوزير، لأنك عودتني بكرم على التفاعل مع ما أكتب .