سادت مدينة القدس بمختلف احيائها حالة من التوتر لليوم الثالث على التوالي، حيث فرضت قوات الاحتلال اجراءات مشددة داخل المدينة وفي محيطها، فيما اعتقلت المزيد من المواطنين على خلفية المواجهات العنيفة التي شهدتها خلال اليومين الماضيين. ونشرت قوات الاحتلال ما يزيد على ثلاثة الاف من عناصرها داخل المدينة المقدسة لا سيما في محيط البلدة القديمة وعلى بوابات المسجد الاقصى ولم تسمح بدخوله، الا لمن هم فوق سن الخمسين من الرجال حملة الهوية الزرقاء، واغلقت بوابات الأقصى وأبقت على ثلاث منها مفتوحة، تحسبا لما اسمته اندلاع "اعمال الاخلال بالنظام" عقب صلاة الجمعة. الى ذلك، شنت قوات الاحتلال لليوم الثاني على التوالي حملة دهم واعتقال واسعة النطاق في مختلف احياء القدس لا سيما سلوان والعيسوية وراس العمود ومخيم شعفاط ، طالت نحو 16 مواطنا على خلفية المشاركة في المواجهات ضد قوات الاحتلال في البلدة خلال الأيام الأخيرة. ومن بين المعتقلين، عضو لجنة قيادة إقليمالقدس في حركة فتح مأمون العباسي، وأمين سر منطقة سلوان التنظيمية عدنان غيث اللذان جرى اعتقالهما من منزليهما فجر امس في حي الشياح، وبلدة سلوان. كما واصلت فرض حصار مشدد على بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، وأحيائها المختلفة، التي شهدت الاربعاء الماضي مواجهات عنيفة بين المواطنين وقوات الاحتلال عقب استشهاد احد ابنائها وهو الشاب سامر سرحان واصيب عدد اخر برصاص احد حراس المستوطنين. وامتدت هذه المواجهات العنيفة في باقي الاحياء وداخل البلدة القديمة، هاجم المتظاهرون خلالها قوات الاحتلال ومستوطنيه بالحجارة والزجاجات الحارقة في مواجهات اعادت الى الاذهان بدايات انتفاضة الاقصى التي يحيي الفلسطينيون ذكرى انطلاقتها الحادية عشرة في 28 الشهر الجاري. وكانت قوات الاحتلال هاجمت امس الاول بيت عزاء الشهيد سامر سرحان في خيمة الاعتصام بحي البستان ببلدة سلوان وأمطروا المتواجدين بقنابل الصوت والغاز والرصاص الحي والمعدني ، ما اوقع العديد من الاصابات وحالات الاختناق، الامر الذي قابله الاهالي بموجة غضب ومواجهات عنيفة في عدة مناطق استمرت حتى ساعة متاخرة من الليلة الماضية واوقعت عشرات الاصابات.