اهتم الملك المؤسس بالمسجد الحرام، ففي عام 1344ه أمر بصيانة المسجد وإصلاحه، وفي عام 1346ه أمر بترميم الأروقة وطلاء الجدران والأعمدة وإصلاح "قبة زمزم"، ثم بعد ذلك بسنوات تم تركيب مظلاّت تقي المصلين حرارة الشمس، وهو أول من أمر ب"تبليط" ما بين الصفا والمروة بالحجر، كما أمر -رحمه الله- بتشكيل إدارة خاصة سُميت مجلس إدارة الحرم كان من مهماتها القيام بإدارة شؤون المسجد الحرام ومراقبة صيانته وخدمته، وفي شعبان 1347ه أمر الملك عبد العزيز - رحمه الله - بتجديد مصابيح الإضاءة وزيادتها حتى بلغت ألف مصباح، وفي 14 صفر 1373ه عندما تم إدخال الكهرباء إلى مكةالمكرمة أُنير المسجد الحرام ووضعت فيه المراوح الكهربائية. وفي عهد الملك سعود – رحمه الله - تمت توسعة شاملة لبيت الله الحرام وعمارته في ثلاث مراحل، شملت إزالة المنشآت السكنية والتجارية التي كانت مجاورة للمسعى، وكذلك إزالة المباني التي كانت قريبة من المروة، وإنشاء طابق علوي للمسعى بارتفاع تسعة أمتار، وفي عهد الملك فيصل - رحمه الله - تم الإبقاء على البناء العثماني القديم، وتم عمل تصاميم العمارة الجديدة بأفضل أساليب الدمج بين التراث والمعاصر. لقطة للمسجد الحرام خلال شهر رمضان الماضي وبلغت المساحة الإجمالية للحرم المكي الشريف في توسعة الملك فهد (356 ألف م2) ليتسع ل(770) ألف مصل، بعد أن كانت طاقته الاستيعابية قبل ذلك في حدود (340) ألف مصل، ويمكن أن تتضاعف طاقته الاستيعابية في أوقات الذروة، كما أصبح مجموع المداخل العادية للحرم خمسة وأربعين مدخلاً، بالإضافة إلى أربع بوابات رئيسة، وعدد المآذن بالحرم تسع مآذن وعدد السلالم الكهربائية المتحركة سبعة سلالم، بالإضافة إلى السلالم العادية، وتم إنشاء محطة مركزية بمنطقة كدى لتكييف الحرم، ومائة واثنتين مضخة لتغذية وحدات معالجة الهواء. وامتداداً للرعاية الكريمة والاهتمام المتواصل بالحرمين الشريفين تمت موافقة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- على تنفيذ مشروع لتوسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام، وستكون مجمل المساحة المضافة إلى ساحات المسجد الحرام بعد تنفيذ مشروع التوسعة ثلاثمائة ألف وثمانين متر مسطح تقريباً، مما يضاعف الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام ويتناسب مع زيادة أعداد المعتمرين والحجاج ويساعدهم في أداء نسكهم بكل يسر وسهولة، وقد تم الانتهاء من تنفيذ عدد من المشاريع بالمسجد الحرام للاستفادة منها وفي مقدمتها مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير وتوسعة المسعى التي تقع في الناحية الشرقية.