مرت الجزيرة العربية بعصور مظلمة، جوع ينفي أبناءها، وتناحر بين القبائل يقضي على ثلة باقية، ناهيك عن الجهل الذي يعيق طريق العلم والتطور والتقدم، إضافة إلى الظلم الذي لايدري دروب العدل ولا يعرف مسالكه، إلى أن هيأ الله لهذه الطاهرة جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، إذ عقد العزم وتوكل على الله واستعان بالرجال، ولصدق نيته ونزاهة مقصده حقق الله له ذلك فدانت له الجزيرة العربية وتوحدت قبائلها وتنورت مدنها وقراها فعم الخير وساد السلام وانتشر العلم واستقرت الأمور واستتب الأمن فكان لهذا اليوم الذي توحدت فيه البلاد ذكرى غالية لدى نفوس رجال هذه الدولة وشعبها النبيل هذا اليوم المليء بالذكريات العاطرة يجعلنا نقف لديه طويلا لنحمد الله أولا على نعمة الأمن والأمان والسلم والإسلام ورغد العيش الذي لا يحيط به وصف ولا يحصيه متتبع، إن الذكرى تنقلنا لنقف على ما كانت عليه الجزيرة العربية قبل التوحيد وما هي عليه اليوم فقد مرت بمراحل متعاقبة من التطور والتقدم عمرانيا واقتصاديا وتعليميا وفكريا وثقافيا واجتماعيا وأمنيا فما زال القائمون على أمر هذه البلاد بدءا من عهد المؤسس رحمه الله مرورا بعهد أبنائه البررة الأوفياء من بعده إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظهم الله جميعا حيث سجل التاريخ والعالم منجزات عظيمة وما هذا الزخم الهائل من المنشآت العمرانية الحكومية وتوافر الجهود وتظافرها وضخ الأموال الطائلة في سبيل ما يراهن عليه الشعوب وأعني بذلك العلم إلا دليل على صدق التوجه والإصرار الذي لا يخالطه شك والعزيمة التي لا يثنيها عقبة أو معوق في البحث عن أفضل وأنجع سبيل بغية التطور والتقدم وما وجود هذه الجامعات وافتتاحها في جميع أنحاء المملكة وفتح باب الابتعاث على مصراعيه إلا إشارة واضحة للعطاء اللامحدود من هذا البلد الطيب وحرصه عل تنشئة أبنائه النشأة الصحيحة وتسليحهم بسلاح العلم والتنوير ليبقى الوفاء منتظرا من الأبناء الأبرار الأوفياء لرد شيء يسير من حقوق هذا الوطن الغالي على النفوس وحمايته والدفاع عنه بالغالي والنفيس واستخدام سلاح العلم والفكر في إبراز محاسنه والذب عنه والمحافظة عليه وليس ذلك بمستغرب على شعب عرف بالوفاء شعب المملكة العربية السعودية الذي وقف صفا واحدا مع ولاة أمره وعلى أرض بلاده في وجه كل معتد أو متطاول بقصد الإساءة لهذه الأرض الطاهرة. إن اليوم الوطني لوقفة للتذكير بما للمواطن والوطن من حقوق وما عليهما من واجبات والتزامات يوم يتكرر كل عام فيه تبتهج الدولة والشعب بما وصلوا إليه من أهداف وما حققوا من غايات عين الله ترعاهم والتاريخ قائم على تسجيل هذه الإنجازات فهنيئا لشعب هذا وطنه ووطن درج على ثراه هذا الشعب النبيل. * عميد تقنية المعلومات بجامعة الإمام