ولد الملك سعود بن عبدالعزيز في الكويت، ليلة الثالث من شوال 1319ه الموافق 15 يناير 1902م، ووافق مولده اليوم الذي تمكن فيه والده المؤسس من فتح الرياض. وتربى ونشأ في كنف والده كبقية إخوانه، فقد نشأه والده منذ نعومة أظفاره على العلم، ودربه على الفروسية وحمل السلاح، ولما بلغ السادسة من عمره عهد به والده الملك عبدالعزيز لتلقي العلوم على يد العلماء، فلقنوه مبادئ القرآن الكريم، والكتابة، وحفظ سوراً من القرآن الكريم، وأحكام الفقه، والأحاديث الشريفة، والسيرة النبوية المطهرة، وهو لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره. وشارك والده في المعارك وهو ابن الثالثة عشرة من عمره عام 1333ه الموافق 1915م في معركة (جراب)، وقام بأول سفر له في حياته لدولة قطر عام 1334ه، حيث أوفده والده الملك عبدالعزيز لمقابلة الشيخ قاسم آل ثاني في مهمة رسمية. وقد أصدر الملك عبدالعزيز -رحمه الله- أمراً ملكياً بتعيين نجله سعود ولياً للعهد في 17 جمادى الأولى عام 1352ه، وأصبح الأمير سعود الرجل الثاني في الدولة، وتشكل مجلس الوزراء برئاسته في 1/2/1373ه الموافق 9/10/1953م، كما تولى صلاحية الإشراف على جميع وزارات الدولة، وبويع بالحكم سنة 1373 ه بعد وفاة والده. وبعدما بويع بالحكم..رسم الملك سعود ملامح سياسته الداخلية بعد أن وضع لنفسه أهدافاً أربعة وطن نفسه على تحقيقها على الصعيد الداخلي في المملكة، وهي تنظيم هيكل العمل الحكومي، وتنفيذ برنامج تنمية واسع يشمل ميادين النقل والزراعة والتعليم والصحة والاتصالات، وبناء القوة العسكرية للبلاد، والقضاء على كل ما يخالف الأنظمة في سير العمل الحكومي. وأُنشئت في عهد الملك سعود أول جامعة سعودية، وتم إنشاء مجلس الوزراء وإسناد رئاسته إلى الأمير فيصل بن عبدالعزيز، وقد عقد أول جلسة له في الرياض يوم الأحد 2 رجب عام 1373ه / 7 مارس 1954م، كما افتتح مشروع إضاءة مكةالمكرمة والمسجد الحرام، ووضع الحجر الأساس لأول توسعة في العهد السعودي للمسجد الحرام 1372 ه، والتوسعة الثانية بعد توليه مقاليد الحكم عام 1375ه، وقام الملك سعود -رحمه الله- ببناء طابق ثان للمسعى وضمه إلى المسجد الحرام، وتوسعة الميادين والشوارع المحيطة وإنارتها، ورصف الطرق بين المدينةالمنورةومكةالمكرمة وبين المشاعر المقدسة. ومن الإنجازات الكبرى في عهد الملك سعود، ترميم سقف الكعبة المشرفة، وتغيير الإطار الفضي للحجر الأسود، وإنشاء مصنع الكسوة، وفتح ثلاثة أبواب جديدة للحرم، وفرش أرضية الحرم بالمرمر الأبيض، إضافة إلى افتتاح مشروع عين العزيزية بجدة، ونقل المياه العذبة من مسافة 92 كيلو متراً من وادي فاطمة، وإنشاء أول رصيف بحري لاستقبال البواخر في ميناء جدة لراحة الحجاج، وإنشاء المحجر الصحي وإنشاء أول صالة للحجاج في مطار جدة. وتم في عهده تحويل مديرية المعارف إلى وزارة المعارف، وعين الأمير فهد بن عبدالعزيز وزيراً للمعارف، حيث قفز التعليم قفزات هائلة كبيرة، وكان من أهمّ أساسيات التعليم في عهد الملك سعود إنشاء المؤسسات التعليمية التي كانت امتداداً للتأسيس التعليمي المعرفي في عهد المؤسس الملك عبد العزيز -رحمه الله-، كذلك إنشاء المؤسسات الصحافية الأهلية، وتطوير الإذاعة التي أُنشئت في عهد الملك عبد العزيز عام 1368ه، وإنشاء (المديرية العامة للإذاعة) عام 1374ه، وتأسيس (إذاعة نداء الإسلام) عام 1381ه بمكةالمكرمة، وإنشاء (وزارة الإعلام) في عام 1381ه، ثم صدر الأمر الملكي عام 1382ه بتعيين الأستاذ جميل الحجيلان وزيراً للإعلام، وتأسيس التلفزيون عام 1383ه. وفي شهر ذي الحجة عام 1388ه - فبراير 1969م توفى الملك سعود بن عبد العزيز في أثينا عاصمة اليونان، ونقل جثمانه -رحمه الله- إلى مكةالمكرمة، حيث صلّي عليه في المسجد الحرام، ثم نقل إلى الرياض ودفن في مقبرة العود. الملك سعود في إحدى زياراته الخارجية وبجانبه ابنه مشهور .. ويكرم أحد المسؤولين خلال زيارته القصيم .. ويؤدي «رقصة السيف» في إحدى المناسبات