الناظر بعمق الى مسيرة التاريخ الإنساني يلحظ من خلالها رجالاً تركوا بصماتهم واضحة في حياة مجتعهم، بل تعدى ذلك إلى العالم بأسره؛ لذلك كان لزاماً على المخلصين أن يوضحوا للأجيال الناشئة مسيرة وتاريخ هؤلاء الرجال، ولعل ابرز الشخصيات في العصر الحديث الذين يصدق عليهم قول الحق تبارك وتعالى:(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)، هو الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود "رحمه الله"، حيث تمكن من استعادة ملك الآباء والأجداد عندما فتح الرياض بتاريخ 5 شوال 1319ه، وكانت نقطة انطلاقه خالدة للمجتمع السعودي، وينبغي على الاجيال الحالية واللاحقة أن تفرد الصفحات تلو الصفحات لتتعرف على سيرة تاريخ هذا الرجل العظيم الذي له الفضل بعد الله في كل ما نعيشه اليوم من رفاهية وازدهار. وبمناسبة اليوم الوطني لمملكتنا الحبيبة الذي يصادف الاول من برج الميزان يوم الخميس الموافق الرابع عشر من شوال لعام 1431ه الثالث والعشرون من سبتمبر لعام 2010م نجدد الذكرى بمآثر مؤسس هذا الكيان العظيم، ومسيرته الخالدة لتوحيد البلاد، ونستذكر فيها جميع المنجزات التاريخية وما قطعته بلادنا من مراحل تنموية كبيرة تبوأت من خلالها المملكة مراكز مرموقة بين دول العالم بفضل الله، ثم بفضل سياسة حكومتنا الرشيدة وما تحقق لبلادنا من التقدم والازدهار، وهذه المناسبة تعد حدثاً تاريخياً على مر العصور واضاءة فريدة في سجل الكفاح وستظل الاجيال تتذكر ذلك الحدث العظيم. وإن هذه المناسبة ليست كغيرها، بل هي مولد أمة ترتكز على عوامل الاستقرار والأمن والرخاء في ظل تطبيق قواعد الشريعة الاسلامية السمحة؛ لذا فإنه يحسن بنا أن نشير إلى أهم منطلقات شخصية مؤسس المملكة: تطبيق احكام االشريعة الاسلامية (قرآناً وسنة) هكذا سار الملك عبدالعزيز "رحمه الله"، كما سار بعده ابناؤه البررة الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد "رحمهم الله" جميعاً، حتى جاء العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ونحن نعيش في هذا العهد الزاهر نهضة شاملة لمختلف ميادين الحياة ورفاهية يتمتع بها المواطن والمقيم على أرض الوطن الغالي مملكتنا الحبيبة، يغلف ذلك للوطن كله الأمن والاستقرار الذي نعيشه ولله الحمد، وما كان ذلك ليتحقق لولا فضل الله عز وجل ثم لمن أرسى قواعد هذا الصرح الشامخ، ومن أصل المسيرة المباركة بكل حب واخلاص وحرص ولا يسعني في هذه المناسبة السعيدة، إلا أن اشكر الله على ما من به علينا من نعمه الكثيرة التي لا تحصى، وأن نهنئ ولي امرنا وقائد مسيرتنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهم الله-، وكافة الاسرة المالكة والشعب السعودي النبيل وجميع المسلمين بمناسبة اليوم الوطني. *مساعد مدير عام الجوازات لشؤون الحج والعمرة