يصادف يوم الخميس 14 شوال 1431ه الموافق 23 سبتمبر 2010م اليوم الوطني للمملكة، ففي يوم 21 جمادى الأولى عام 1351ه تم الإعلان رسمياً عن توحيد المملكة العربية السعودية. وبهذه المناسبة يسرني أن أتقدم بصادق التهنئة لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام ولصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وإلى الأسرة الحاكمة الكريمة وإلى الشعب السعودي الوفي. وفي هذه المناسبة أيضاً نحمد الله بأن مَنَ على هذه البلاد المباركة بدين قويم، وقيادة رشيدة، وشعب مخلص وفي، ونحمد الله على نعمة الأمن والأمان والسلام. فقبل 80 عاماً تم الإعلان رسمياً عن توحيد هذه البلاد الغالية، وقد كان لهذا الحدث التأثير البالغ والهام في التاريخ العربي والإسلامي المعاصر، فقد تحقق مجد وانجاز يشبه الاعجاز وقوة مؤثرة وفاعلة لصالح هذه الأمة العظيمة، فقد تأسست وتوحدت دولة فتية تستند على مبادئ إسلامية راسخة، توحدت على يد قائد فذ. جعله الله سبباً في نصر دينه وسؤدداً لشعبه وأمته. ونحن نحتفي بهذا اليوم الوطني الهام، نجدها فرصة سانحة لندرك كثيراً من المعاني العميقة والعظيمة التي يعنيها لنا هذا اليوم. إنه يحمل الكثير من المعاني.. المعاني التي ستبقى خالدة في ذاكرة الأجيال. والتي تطل من علو المجد.. على ماضٍ مليء بالمنجزات العظيمة.. وحاضر مشرق تسطع فيه شمس التقدم والنماء.. ومستقبل مفعم بالأمل والطموح للأفضل.. وعندما نطل من خلال الماضي، فإننا نتذكر قائداً.. فذاً.. عظيماً في ايمانه، ورؤيته، ومبادئه، ومنجزاته، انه الملك عبدالعزيز -رحمه الله- الذي يدين الجميع له بالفضل بعد الله، فقد استعاد الحكم وأسس الدولة، ووحد البلاد والعباد وألف بين القلوب، وبسط العدل والأمن، وحمل لواء العقيدة الإسلامية وكان رحمه الله منافحاً ومدافعاً ومنفذاً لمبادئها، وأرسى بهذه المقومات الأسس الصلبة لهذه الدولة القادرة بحول الله على النماء والاستمرارية، وقد هيأ لأبناء شعبه مقومات القوة والرفعة، بتأسيس دولة حضارية، وعم الرخاء والازدهار وانتشر العلم وأصبح المجتمع سليماً قوياً، واندحر الجهل والتخلف والفقر والمرض، وتلاشت عوامل الضعف وتوفرت وسائل القوة، مما مكن أبناء هذه البلاد من خدمة ورفعة دينهم ووطنهم ومجتمعاتهم في ظل وجود كيان منظم وقوي، يساعد كل أبناء الوطن على العطاء. فرحم الله الملك عبدالعزيز رحمة واسعة، ورحم الله رجاله المخلصين الأوفياء الذين ساهموا في توحيد وبناء هذا الوطن. وعندما تعود ذاكرة الوطن إلى الماضي أيضاً فإننا نتذكر قادة وملوك أوفياء وفوا بالعهد لربهم ولقائدهم ووالدهم الذي خط النهج ولشعبهم أيضاً، وبعد عقود مليئة بالكفاح والانجاز سلم الأمانة الملك عبدالعزيز لأبنائه الملوك سعود ثم فيصل ثم خالد ثم فهد رحمهم الله جميعاً، وكانوا خير خلف لخير سلف، وستتذكرهم الأجيال بكل العرفان والتقدير لما قاموا به من حفاظ على نهج القائد المؤسس وبما قاموا به من بناء وتطوير. وعندما نرى الحاضر المشرق للوطن اليوم بتملكنا الفخر والاعتزاز والذي يرعى مسيرته سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبمؤازرة من أخيه ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني، نرى دولة قوية لا تحيد عن النهج القويم الذي خطه المؤسس، متمسكة بعقيدتها ومبادئها الإسلامية السمحة، دولة لها مكانتها الاقليمية والعربية والدولية ولها التأثير الفعال في هذه المحافل وتلعب دوراً مركزياً وهاماً في تثبيت السلم والاستقرار العالمي، نرى قوة اقتصادية هائلة، وقوة سياسية مؤثرة وعلاقات دولية لها قوة التأثير على الأحداث.. ووحدة وطنية قوية، ومواطنون ملتفون دائماً حول قيادتهم، ونرى ذلك من خلال المناسبات والأحداث والحمد لله. كل هذا يحدث بفضل السياسة الحكيمة التي يتبناها الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- صاحب الأيادي البيضاء الممدودة إلى الخير دائماً، وصاحب المبادرات الموفقة والمكرمات التي لا تنتهي وصاحب الرؤى والإصلاحات والانجازات العظيمة التي نلمس آثارها الايجابية يوماً بعد يوم علينا كمواطنين، وكل ما يفعله حفظه الله من أعمال جليلة وجهود جبارة هو لتعزيز مكانة ورفعة هذه البلاد ولتعزيز مكانة العرب والمسلمين، هذا بالاضافة إلى ما نشاهده من انجازات داخل الوطن تشمل التعليم والصحة والأمن وانجازات أخرى متعددة هي في سباق مع الزمن لتعزيز مكانة الوطن والمواطن، فجزاه الله عنا وعن شعبه خير الجزاء. وأخيراً أقول: ونحن نحتفي بيومنا الوطني وبفهم عميق للمعاني العظيمة له، والتي تجعلنا مدفوعين بقوة المشاعر الوطنية الصادقة والواعية، بأن ننظر باعتزاز إلى ما تحقق من منجزات، وأن نحافظ على مقومات الوحدة الوطنية والوطن، وذلك بتمسكنا بعقيدتنا الإسلامية السمحة، والتفافنا حول قيادتنا المباركة، وحفاظنا على الوحدة الوطنية، وحرصنا على أمن الوطن واستقراره كل من موقعه وبكل ما نملك من قوة وتأثير وبتضحية وصبر، وأن نحافظ على المكتسبات والمقومات التي قام عليها الوطن وأن نغرس ذلك في أبنائنا لتعزيز وتفعيل المواطنة الحقيقية، وأن نكون صادقين وأمناء مع أنفسنا لما يجب فعله تجاه الوطن بجد ومسؤولية، ولتقديم اضافة جديدة لكل ما هو في صالح مقومات القوة الوطنية. حتى يكون وطننا عزيزاً وقوياً بالله ثم بقوة أبنائه المدركين لأهمية الأسس التي قام عليها هذا الوطن وأهمية المحافظة على المكتسبات والمنجزات التي تحققت وتعزيزها، حتى نعبر إلى المستقبل ونحن نزداد قوة ومكانة بين الأمم وحتى تكون لنا حصانة وقوة ضد الأخطار مهما كانت وضد الأعداء والكائدين. اسأل الله العظيم ان يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز وأن يديم علينا نعمة الإسلام والأمن والأمان وأن يحفظ بلادنا من كيد الكائدين انه سميع مجيب. * لواء الأمن الخاص الأول - الحرس الوطني