أعاني من الاكتئاب * أرجو الرد على سؤالي وجزاك الله عنّا كل خير. أنا سيدة في العقد الرابع من العمر ، أعاني من الاكتئاب منذ سنوات طويلة ؛ فدائماً عندي المزاج منخفض ولا أستمتع بشيء ، فكل ما في الحياة لا أجد فيه أي متعة أو سعادة ، برغم أن زوجي وأولادي يحاولون أن يقوموا بأي شيء يُسعدني ولكن كل ذلك دون جدوى. استخدمت معظم الأدوية النفسية الموجودة في المملكة وكذلك في الدول العربية المجاورة وكذلك أحضرت أدوية مضادة للاكتئاب من خارج المملكة ولكن لم يكن هناك تحسّن يُذكر. في الفترة الأخيرة صرف لي أحد الأطباء النفسيين أدوية مهدئة من فصيلة البنزوديازابين وقد شعرتُ ببعض الارتياح عند تناولها في المساء ، حيث أشعر بالهدوء والسكينة وبعض التحسّن في المزاج ، ولكن أخشى من التعوّد على هذه الأدوية. طبعاً أتناول هذه الأدوية المهدئة مع الأدوية المضادة للاكتئاب فهل في هذا الأمر خطورة أو لا تنصح بذلك؟ ن.ص - سيدتي الفاضلة ، أعرف الاكتئاب اضطراب مؤلم ومُزعج للشخص الذي يُعاني منه وكذلك الأشخاص الذين يعيشون معه. وللأسف فإن الاكتئاب ليس دائماً يستجيب للعلاج ، وقد يتحسّن بعض الشيء ولكن لا يذهب تماماً. بما أنك استخدمتِ معظم الأدوية المضادة للاكتئاب سواء التي تتواجد في المملكة أو خارج المملكة ولم يكن هناك تحسّن يُذكر. لا أعرف هل تم استخدام جرعاتٍ بصورة عالية لفترةٍ كافية من الوفت وكذلك تزاوج أكثر من دواء مضاد للاكتئاب وكذلك بعض الأدوية التي تُساعد مضادات الاكتئاب على العمل؟. بالنسبة لاستخدام الأدوية المهدئة من فصيلة البنزوديازابين فيمكن استخدامها لفترةٍ مؤقتة وبعد ذلك من الأفضل أن يتم تخفيضها بالتدريج حتى يتم إيقافها. صحيح أن هناك بعض الارتياح عند استخدام الأدوية المهدئة ولكن هذا الارتياح والشعور بالتحسّن قد لا يستمر ويحتاج إلى زيادة الجرعة بعد كل فترة من الوقت ، لذلك من الأفضل أن يتم التوقّف عن هذه الأدوية ويكون استخدامها لفترة موجزة غير طويلة. ويجب الاعتماد على الأدوية المضادة للاكتئاب وبعض الأدوية الآخرى التي تُساعد على علاج الاكتئاب من الأدوية غير المُخصصة للاكتئاب مثل الأدوية المثُبتة للمزاج وربما أدوية آخرى في بعض الأحيان مثل دواء الثيروكسين. يجب أن تناقشي موضوع علاجك مع طبيبك المعالج وربما له وجهة نظر بالنسبة لاستخدام الأدوية المهدئة. مرض الفُصام * سؤالي يتعلق بابني الذي يبلغ من العمر ست سنوات ، وقد شخصّه طبيب بأنه يُعاني من مرض الفُصام ، وهذا التشّخيص جعلني أشعر بخوف شديد ، ولا أعرف كيف أتعامل معه؟. سؤالي هل يمكن لطفل في هذا السن أن يُصاب بمرض الفُصام ؟ وكيف يكون التعامل معه وهل له علاج؟ خ.غ - سيدي الفاضل ، بالنسبة لمرض الفُصام فيمكن أن يأتي في أي سن ، ولكن تشخيص الطفل باضطراب الفُصام أمر في غاية الصعوبة ، خاصةً إذا لم يكن الطبيب مُتخصصا في الطب النفسي للأطفال ، فتشخيص طفل في هذا السن قد يلتبس مع اضطرابات كثيرة عند الأطفال ، لأن الطفل في هذه المرحلة لديه كثير من الخيالات التي قد تختلط مع أعراض الفُصام ، وكذلك يكون الطفل لديه الكثير من الصداقات الخيالية التي يُمكن أن تُضلل الكثير من الأطباء في تشخيص مرض الفُصام ، لذلك يُعتبر تشخيص الفُصام في سن الطفولة نادرا جداً ، ولكنه موجود. توخي الحذر أمرٌ في غاية الأهمية بالنسبة لتشخيص طفل في سن السادسة بمرض الفُصام. التعامل مع مثل ابنك يكون حسب حالته ، فكثير من الأطفال يتحدثون عن أشياء غريبة في مرحلة الطفولة ، لذلك لا تقلق كثيراً بالنسبة لما يقوله ولكن يجب مراقبة تطوّر أي أمور غير طبيعية بالنسبة لمن هم في مثل سنه ، وحبذا لو تم عرضه على طبيب متخصص في الطب النفسي للاطفال ، وهناك تخصص فرعي بالنسبة للطب النفسي للأطفال ، هو الاضطرابات الذُهانية عند الأطفال ، فلو كان هناك شخص يملك هذه الخبرات فهو أفضل من يستطيع أن يكون لرأيه قيمة كبيرة بالنسبة للتشخيص. هناك بالتأكيد علاج لمرض الفُصام بوجهٍ عام ، ولكن عند الأطفال الأمر يكون مختلفا جداً ، لأن التشخيص فيه الكثير من الصعوبة ، ويٍُستحسن أن يتم التريث في إعطاء الأدوية الخاصة بعلاج مرض الفُصام حتى يتم التأكد بشكلٍ كبير من دقة وصحة التشخيص. أتمنى ألا يكون التشخيص صحيحاً ، لأن الفُصام في هذا السن أمرٌ صعب كفانا الله و إيّاك شر هذا المرض.