قرأت .. أن إمارة منطقة مكةالمكرمة تعتزم خلال الفترة المقبلة تشكيل لجنة للتطوع، لتمكين الراغبين في التطوع للأعمال الخيرية. توجه الإمارة مبادرة جميلة تستحق الشكر والدعم بكل الوسائل فهي لم تأت من فراغ , بل جاءت لبروز الوعي المجتمعي بالمنطقة الغربية وتطور ثقافته نحو التطوع بشكل لافت برز مؤخرا , ولعل كارثة سيول جدة والتي بلغ فيها عدد المتطوعين والمطوعات والذين ساهموا في مساعدة المتضررين إلى أكثر من ستة آلاف متطوع ومتطوعة كشفت لنا حجم حاجتنا لزرع ثقافة التطوع في جميع مناطق البلاد بشكل مؤسسي بعيد عن الاجتهاد أو الازدواجية في المرجعية نحو هذا العمل الحيوي الهام. التطوع غير مرتبط بتخصص أو مجال واحد طالما أن هناك نشاطات وأجهزة حكومية ذات علاقة وتعامل مباشر مع كافة شرائح المجتمع كالبلديات والمرور وغيرها والتي في تصوري أنها بحاجة لمزيد من المتطوعين لتحقيق أهدافها للجمهور , من هنا تبرز أهمية وجود مظلة ذات شخصية اعتبارية تنظم وتضبط العمل التطوعي خاصة وان الأرض خصبة للدخول في هذا العمل غير أن عدم وجود قنوات رسمية معروفة تهتم بهذا الجانب وترك الأمر للاجتهاد الفردي يؤخر بلا شك تفعيل مفهوم ثقافة " التطوع " في مجتمعاتنا الإسلامية. سمعت .. عن وجود خلط بين مفهوم العمل الخيري والعمل التطوعي , إذ يعتبر البعض أن ما يقوم به العاملون في المؤسسات والمنظمات والجمعيات الخيرية هو عمل تطوعي بالرغم من حصولهم على مقابل مادي أي مرتب شهري لذلك الجهد أو ذاك , وهذا في حقيقة الأمر وبحسب المختصين اعتقاد خاطئ لمفهوم التطوع الذي لا يرجو صاحبه المقابل المادي وإنما تطوع فقط بوقته وجهده في عمل يرى نفسه مبدعا فيه. رأيت .. مجموعة من الشباب منذ فترة يقودون حملة توزيع عبوات المياه البادرة على عمال الشوارع في عز الظهيرة , هؤلاء الشباب عكسوا لنا المفهوم الحقيقي للعمل التطوعي وإحساسهم بحاجة الناس , وقدموا جهودا يستحقون الثناء عليها , وبالتالي ظهور مثل هذه الأعمال الجليلة بين فترة وأخرى يعتبر ظاهرة صحية تحتاج الى الدعم والتطوير والتنظيم , وعوائدها الاقتصادية مجزية للغاية , فهل نرى حملات تطوعية مماثلة خلال الأيام القادمة ؟ أتمنى ذلك ..