حذر الرئيس الايراني الاسبق علي أكبر هاشمي رافسنجاني الرئيس محمود أحمدي نجاد وحكومته امس من أن العقوبات الدولية يجب أن تؤخذ على محمل الجد. وقال رافسنجاني خلال الاجتماع السنوي لمجلس الخبراء وهو أعلى هيئة مؤلفة من رجال الدين بالبلاد "على مدى عمر الثورة (الذي يزيد على 30 عاما) لم نشهد أبدا هذا الكم من العقوبات وأناشد كافة المسؤولين أن يأخذوها بجدية تامة وعدم التعامل معها وكأنها مزحة". وكان الرئيس الاسبق المعتدل يشير بذلك إلى رد فعل الرئيس أحمدي نجاد إزاء قرارات وعقوبات الاممالمتحدة حيث رفضها بوصفها عديمة الاهمية وأنها" مثل المناديل الورقية المستعملة". يذكر أن مجلس الامن الدولي قرر فرض عقوبات جديدة في حزيران /يونيو للضغط على إيران لوقف أنشطتها النووية. واستطرد رافسنجاني يقول "أنا رجل دين اشتغلت بالعمل السياسي لقرابة 60 عاما ولدي خبرة كافية ولذلك أطلب منكم الاهتمام بهذه القضايا وأخذها بشكل جاد". يشار إلى أن أحمدي نجاد هاجم قبل الانتخابات الرئاسية العام الماضي سياسات رافسنجاني واتهمه وأفراد عائلته بالاختلاس إبان فترة توليه الرئاسة بين 1989 و1997 . وعقب الانتخابات الرئاسية المثيرة للخلاف في العام الماضي حيث خيمت عليها اتهامات بالتزوير انحاز رافسنجاني لمعسكر المعارضة الذي رفض الاعتراف بإعادة انتخاب أحمدي نجاد. ومنذ ذلك الحين تم تضييق الخناق على رافسنجاني /76 عاما/ بل ومنع من أداء صلاة الجمعة في طهران. وقال رافسنجاني " رصيدنا الرئيسي والمفتاح الرئيسي للنجاح يكمنان في تأييد الشعب وبقدر ما يتناقص التأييد بقدر ما يجب علينا أن نقلق" في إشارة إلى مزاعم معسكر المعارضة بأن الشعب أخذ يدير ظهره تدريجيا للحكومة. وكان نجاد طالب امس بنظام عالمي جديد بدلا عن النظام الحالي الذي انشأه "اسياد العبيد"، وذلك في افتتاح مؤتمر ايراني-افريقي في طهران. ونقلت وكالة انباء مهر عن احمدي نجاد قوله ان "الشعور السائد حاليا هو ان العالم بحاجة الى نظام ادارة جديد". واكد ان النظام العالمي الحالي انشأه "مستعمرون سابقون واسياد العبيد لاستغلال ثروات الامم الافريقية". ويشارك رئيسا السنغال عبد الله واد، وملاوي بينغو وا موثاريكا، اضافة الى وزراء من دول افريقية اخرى في المؤتمر الذي يستمر يومين ويخصص لتطوير العلاقات بين ايران وافريقيا. واقترح احمدي نجاد ان تساعدة ايران على تطوير الدول الافريقية، موضحا ان الجمهورية الاسلامية "ليس لديها حدود" لمساعدة القارة ولا سيما لتصدير معارفها التكنولوجية. وتوقع رئيس ملاوي من جهته تطورا سريعا في العلاقات بين ايران وافريقيا في السنوات الخمس المقبلة. وقال بحسب موقع التفزيون الرسمي "سنشهد قريبا انشاء صناعات ايرانية كثيرة في افريقيا". وبعد وصول الرئيس الايراني احمدي نجاد الى السلطة عام 2005 اعلن ان تطوير علاقات بلاده مع افريقيا اولوية لحكومته.