كان كالغيمة أينما حل نفع.. عاش حياة حافلة بالعطاء مليئة بالإنجاز.. كان يثير إعجاب الناس بقدراته الفائقة المتميزة.. خلت حياته من النمطية والتقليدية فكان في كل جانب من جوانب حياته مبدعاً.. في الإدارة كانت له دائماً أهداف واضحة وآفاق بعيدة يخطط لها والعمل بدأب على تحقيقها فتأتي النتائج مبهرة.. وفي مجال الإبداع الأدبي والفكري كان يمثل علامة بارزة على مستوى الوطن العربي كله.. ترك في كل موقع حل فيه بصمة واضحة تقول رحمك الله يا غازي. كان مخلصاً لوطنه وأمته فمحض وطنه وأمته حبه وكل عمره. كان شريفاً نزيهاً فكان دائماً واضحاً صريحاً اتهم زوراً ورمي بهتاناً فكان العف الكريم الذي يجادل بالتي هي أحسن فذهب الزبد جفاء وبقي هو لأنه ممن ينفع ولا يضر ويبني ولا يهدم ويصلح ولا يحقد انها طبائع البشر حيثما يحارب الناجح ويستهدف النابغ وليتنا نتأدب بأدب ديننا الحنيف. لا أزكي على الله أحداً ولكنني أؤمل وأدعو له بخير كبير عند أرحم الراحمين وما النفحات الإيمانية في شعره ونثره وما قيل عنه في حياته وبعد موته إلا دليل على إيمان عميق ونسأل الله برحمته أن يظله برحمته يوم لا ظل إلاّ ظله. أثناء إقامته في بريطانيا سفيراً نشأت حركة أدبية لفتت الأنظار كان هو منشئها ومحورها وكان الذين يحضرون أو يشاركون في ذلك النشاط يعجبون بقدرته على إنجاز الأعمال الكثيرة التي كان يقوم بها فأطلق عليه بعضهم (الظاهرة). وكتب القشطيني في زاويته بالشرق الأوسط عن تلك الظاهرة لكن القصيبي رحمه الله بتواضعه اعتبر في قصيدة جميلة أرسلها إلى القشطيني انه ليس ظاهرة وإنما هو مجرد إنسان يعمل ويجتهد وأذكر أنني كتبت تسعة أبيات حول الظاهرة أرسلتها بالفاكس لأخي أبي بدر حمد القاضي ولا أدري كيف وصلت إلى زاوية القشطيني حيث نشرت بها. وقد غمرني رحمه الله بعبارات حب وشكر في رسالة فاكسية أرسلها إليّ.. انني أورد هنا تلك الأبيات وهي لا تصف إلا بعض شمائله. بل أنت في عالمنا ظاهرة تشكلت في هيئة ظاهرة فشاعر مثلك يا سيدي أبدع ما أبدعته ظاهرة وكاتب أثرى بتأليفه عقولنا يا سيدي ظاهرة إن خضت في الفقه وأحكامه فأنت في إتقانه ظاهرة وفي السياسات وأسرارها قد صرت في تحليلها ظاهرة وكنت أستاذاً فكنا نرى فيك إذا حاضرتنا ظاهرة وفي الوزارات وأعمالها قد كنت في أزمانها ظاهرة والآن أصبحت سفيراً لنا فصرت في لندنهم ظاهرة فاسلم أبا يارا وكن دائماً في كل ما تأتي به ظاهرة رحمك الله أيها الفقيد وأسكنك فسيح جناته.