لعل القلم يطاوعني وأيضاً الذاكرة تسعفني للحديث عن رؤساء أندية المنطقة الوسطى في حقبه السبعينات الهجرية لأوضح بعضاً من جوانب مشوارهم الرياضي وكيف كانت بداياتهم الرياضية والاجتماعية وما عاصروه من أحداث وما تعرضوا له من مواقف وما هي اسهاماتهم في المجال الرياضي في فترة التأسيس ولنبدأ بالشيخ محمد الصايغ «رحمه الله» الذي قدم من المنطقة الغربية إلى الوسطى مع مجموعة من زملائه منهم يوسف أخضر وحمزة جعلي (رحمهم الله) وغيرهم وذلك عندما تم نقل الوزارات إلى الرياض في عهد الملك سعود (رحمه الله) النصف الأول من عقد السبعينات الهجرية وكان يعمل (أبو عبدالله) رحمه الله في البداية بوزارة المالية وانتهى به المطاف بالاستخبارات العامة بعد ذلك انخرط في المجتمع النجدي الذي كان يتحفظ كثيراً على مزاولة كرة القدم وتزوج من إحدى الأسر بالرياض عند ذلك بدأ هو وزملاؤه بإنشاء نادٍ رياضي أطلق عليه نادي الموظفين. هنا أسس الشيخ عبدالله الزير أمده الله بالصحة والعافية والعمر المديد النادي الأهلي بالرياض (الرياض حالياً) وقد ضم مجموعة من أهل الباطن والعطائف والشميسي وغيرهم من أحياء الرياض القديمة، وقد بذل الشيخ الزير الكثير من الدعم المالي والمعنوي وتضحيات لقيام هذا النادي فكان اللاعبون يتواجدون في منزله في شارع الشميسي القديم كمقر للنادي وأمن سيارة تنقل اللاعبين لملعب الصائغ لأداء التمارين ويعد الشيخ الزير المؤسس الحقيقي والرمز للنادي الأهلي بالرياض «الرياض حاليا»، عند ذلك انضم الشيخ الصايغ للنادي كرئيس وقد قدم له ولزملائه الذين أتوا من الغربية منحة أرض الملز من قبل جلالة الملك سعود «رحمه الله» في حقبة السبعينات الهجرية. محمد الصايغ رحمه الله 1382ه صال وجال المرحوم الصايع في المجال الرياضي والعملي والاجتماعي وقدم تضحيات ودعماً مالياً للنادي واستطاع أهلي الرياض في عهده أن يبرز ويلعب على عدة بطولات محلية. أعود للمرحوم الصايع الذي بدأ حياته الرياضية وأنهاها دون أن يختلف يوماً مع أحد أو تكون له عداوات أبداً فقد عاصرته منذ عام 82ه وكان أباً روحياً للجميع لا يفرق في معاملته بين صغير أو كبير ذا قلب رحيم وعطوف وكان محبوباً من الجميع وخاصة الرياضيين وأتذكر أنه عندما يذهب إلى مصر ليأتي ببعض الملابس الرياضية التي يحتاجها النادي كان يجلب معه ألبسة خاصة لأندية الوسطى وكان يساعد جميع اللاعبين دون استثناء من مال أو مساعدة في إيجاد عمل أو حل مشكلة يتعرض لها أي رياضي كما كان في الأعياد يذهب إلى حي الباطن الذي يتواجد فيه معظم لاعبي الفريق وأحياء أخرى بالرياض ويقوم بمعايدتهم ويقدم لهم معايدة مالية وشمل ذلك عدداً من لاعبي أندية الرياض الأخرى. عبدالله الزير 1400ه مهما قلت عن «أبي عبدالله» رحمه الله فلن أوفيه حقه فهذا الرجل يتمتع بخصال حميدة وطيبة قلب وكرم كما لا أغفل تقربه من الله فهو كثيراً يقرأ القرآن الكريم أثناء الفجر عندما كنا نعسكر في ملعبه استيقظت في إحدى المرات فوجدته جالساً يتلو القرآن الكريم قبل صلاة الفجر كان متديناً وكانت له طريقة يتبعها إلى أن توفاه الله وهي أنه بعد كل تمرين يفرش في جزء من الملعب ويحضر العامل العشاء المكون من نواشف (جبن وزيتون وطحينية وفول وشاي) وذلك بعد صلاة العشاء ومعه بعض اللاعبين وعند الانتهاء ينصرف كل إلى منزله. وأتت النهاية المأساوية ففي أواخر الثمانينات كان المرحوم الصايغ قادماً من الطائف قاصداً الرياض عن طريق البر هو وأسرته وبالقرب من محافظة شقراء انفجرت إحدى عجلات السيارة التي يستقلها وأسرته وانقلبت عدة مرات وأدى ذلك إلى نقل الجميع إلى مستشفى شقراء ولكن بعد ساعات فاضت روح الصايغ إلى بارئها وتعرض بعض أفراد أسرته إلى اصابات مختلفة ورحل الصايغ بعد أن أدى رسالته كاملة في عدة مجالات فلقد أخبرني أحد أفراد أسرته بعد وفاته أنه اتضح لهم أن أسراً كثيرة فقيرة كان يساعدها أثناء حياته ولم نعرف عن ذلك شيئاً وقد وجد في وصيته طلبه مساعدة بعض المحتاجين والفقراء وقد أسماهم. الدعوات الصادقة للمرحوم الصايغ بالمغفرة والرحمة وأن يسكنه فسيح جناته إنه سميع مجيب. * لاعب المنتخب وأهلي الرياض سابقاً