تحت رعاية معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور فؤاد عبدالسلام الفارسي ووزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية أحمد مسجد جامعي وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان وعدد من أصحاب المعالي والسعادة افتتح مساء أمس الأسبوع الثقافي الأول للجمهورية الإسلامية الإيرانية في المملكة العربية السعودية وذلك بمركز الملك فهد الثقافي في الرياض، وقد بدأ حفل الافتتاح بآي من الذكر الحكيم بعد ذلك ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور فؤاد عبدالسلام الفارسي كلمة قال فيها: يسر وزارة الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية استضافة الأسبوع الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في مدينة الرياض والذي يجسد رغبة قادة البلدين في تمتين العلاقات المتطورة في المجال الثقافي بمختلف صوره ومحاوره وتوطيداً لأواصر الصداقة والمحبة بين الشعبين في المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وأن يتعرف الشعب السعودي على التقدم الثقافي والفني في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وما تزخر به من حضارات موغلة في القِدَم. متمنياً لهم طيب الإقامة بيننا. بعد ذلك ألقى معالي وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في إبران أحمد مسجد جامعي كلمة عبر فيها عن شكره الجزيل وشكر المشاركين الإيرانيين لما وجدوه من كرم الضيافة وحسن الاستقبال من لدن وزارة الثقافة والإعلام في المملكة، وعبر كذلك عن سعادته الكبيرة لمشاهدة أول افتتاح للأسبوع الثقافي الإيراني في المملكة، كذلك نقل معاليه تحية الحكومة والشعب الإيراني إلى حكومة خادم الحرمين الشريفين وشعب المملكة، بعد ذلك قرأ الكلمة التي وجهها فخامة السيد محمد خاتمي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الأسبوع الثقافي الأول للجمهورية الإسلامية الإيرانية في المملكة العربية السعودية. تحدث فيها عن الخصوصية التي تميز العلاقات بين البلدان الإسلامية بشكل عام والعلاقات بين الشعب الإيراني والشعب السعودي بشكل خاص وما يميزها من مودة وأخوة وجاء في كلمة فخامته إن «التعارف» هو الأساس الذي قرره القرآن الكريم للعلاقات بين المجموعات البشرية. قال سبحانه: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم...}. وإذا كان التعارف بين «الذكر» و«الأنثى» هو أساس استمرار البشرية كماً وعدداً، فإن التعارف بين الشعوب والقبائل هو أساس استمرار البشرية تكاملاً وحضارة ومدنية. والعلاقات بين الشعوب الإسلامية تتجاوز حد «التعارف» في الخطاب القرآني لأنها علاقات «أخوة» و«مودة» و«قربى» روحية وفكرية وشعورية. وفي هذا الإطار فإن العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية لها من التمايز والخصوصية ما ليس لمثيلاتها على الاطلاق. لقد شاء الله سبحانه ان تكون هذه العلاقات قائمة منذ أقدم العصور، ثم جاء الإسلام ليجعل من أبناء الجزيرة العربية والإيرانيين أمة واحدة تمازجت وتعاشرت وتعاونت وتثاقفت، فنمت على أثر ذلك دوحة الحضارة الإسلامية وازدهرت وأتت ثمارها على مر القرون. كما تعرض فخامته إلى التحديات التي تواجهها الأمة وسبل مواجهتها بقوله: (إننا نعيش اليوم في ظروف مرة وتحديات خطيرة تهددنا من الداخل والخارج ولا سبيل لنا للخروج من حالتنا هذه إلاّ باستئناف مسيرتنا الحضارية بصورة تنسجم مع رسالتنا الإسلامية والأوضاع العالمية الراهنة). ويأتي الجانب الثقافي ليحتل الدرجة الأولى من الأهمية في عملية استعادة وجودنا الحضاري على ظهر الأرض. لأن الثقافة تتجه إلى صنع العامل المحرك للحضارة وهو «الإنسان». وصياغة المحتوى الداخلي للإنسان هي أساس التغيير في المجتمع البشري: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم». بعد ذلك، تحدث الرئيس الإيراني عن العلاقات الثقافية التي تربط السعودية بإيران بقوله: (إن العلاقات الثقافية بين بلدينا يجب ان تواكب، بل ان تسبق العلاقات في سائر المجالات الأخرى. وكل منا يمتلك - بحمد الله - من الرصيد الثقافي ما يحتم علينا ان نتعاون في بلورته وصياغته لتقديمه بلغة العصر إلى شعوب العالم لمواجهة عمليات الإساءة إلى ديننا وثقافتنا من قبل المغرضين أو الجاهلين، بل لتقديمه إلى شعوبنا التي تواجه عمليات غزو ثقافي مكثف يستهدف شخصيتها وهويتها ووجودها وتعاني في بعض قطاعاتها من الجهل وما ينجم عن الجهل من خرافة وتعصب وتخلف. إن الأسبوع الثقافي الأول للجمهورية الإسلامية الإيرانية في المملكة العربية السعودية ينبغي ان يكون بداية حركة ثقافية أصيلة معاصرة ذات عطاء ملموس لشعبينا وللشعوب الإسلامية بل لشعوب العالم كافة. سدد الله خطى العاملين على إقامة هذا الأسبوع والمهتمين بتوثيق عرى التلاحم بين أبناء أمتنا الإسلامية وباحلال الحوار والتفاهم بين شعوب العالم؛ إنه سبحانه ولي التوفيق». بعد ذلك، عرض على الحضور فيلم وثائقي عن جمهورية إيران الإسلامية يعرض فيه إنجازاتها بعد ثورة 1979م، تلا ذلك قص شريط المعرض المصاحب.