يبدو احتمال إقرار السلام بين (إسرائيل) والفلسطينيين بعيداً وكذلك امكانية نشوب انتفاضة شاملة في الوقت الحالي على الأقل. واستبعد فلسطينيون كثيرون من بينهم من شاركوا في الانتفاضة السابقة تكرار الانتفاضة التي اندلعت في العام 2000 إثر فشل دبلوماسية السلام التي انتهجها الرئيس الاميركي بيل كلينتون على المدى القصير. وفيما تبدأ جولة جديدة من محادثات السلام تحت رعاية الولاياتالمتحدة من المرجح أن تظل أنباء المواجهات بين مستعمرين يهود وقرويين فلسطينيين أو بين محتجين فلسطينيين وقوات الاحتلال الاسرائيلية تتصدر عناوين الاخبار. ولكن لا تبدو ثمة رغبة او قدرة لدى الفلسطينيين الذين يعانون من الضعف والانقسام على بدء انتفاضة منظمة ومستمرة ضد الاحتلال الاسرائيلي في المستقبل القريب. وتعارض حكومة رام الله المدعومة من الغرب بشدة تكرار الانتفاضة. وتتصدى قوات الأمن التابعة للحكومة التي أعيد تدريبها لمن يتصرفون أو يفكرون بشكل مختلف. وانعكس ذلك على الوضع الأمني في الضفة الغربية الذي يصفه مستوطنون يهود بانه في أحسن حالاته. ويعيش نحو نصف مليون مستوطن يهودي في الضفة الغربية والاراضي المحتلة حول القدس. وتعتقل قوات الامن في الضفة الغربيةالمحتلة التي جري تدريبها بدعم أميركي نشطاء "حماس" بشكل مستمر. وستكون الضفة الغربية الجبهة الرئيسية لاي انتفاضة في المستقبل لعدم وجود مستوطنين يهود أو جنود في غزة. وقال زكريا القاق المحلل السياسي "السلطة الفلسطينية أخذت خطوات كثيرة ضد البنية التحتية لاي انتفاضة جديدة ليس فقط عن طريق استهداف الاسلاميين ولكن أي فصيل يفكر القيام بأي عمل". وقال زكريا الزبيدي أحد أبرز المشاركين في الانتفاضة إن اندلاع انتفاضة أخرى أمر حتمي ما لم يتوصل الفلسطينيون لاتفاق سلام مقبول وهو ما يستبعده. ولكن انطلاقها يحتاج وقتا "ربما بعد أربع او خمس أو سبع سنين في المستقبل القريب لا". الى ذلك، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" امس إن بحوزة حركة "حماس" في قطاع غزة صواريخ من طراز "فجر" يصل مداها إلى 80 كيلومترا وتهدد مدنا إسرائيلية تقع شمال تل أبيب. وأضافت الصحيفة أن "حماس" أنهت مؤخرا سلسلة تجارب على صواريخ "فجر" وأن نجاح هذه التجارب يعني أن الحركة ستبدأ خلال بضعة أشهر في مرحلة صنع قذائف صاروخية مشابهة قادرة على الوصول إلى مدن كفار سابا ورعنانا وهرتسيليا وكفار شمرياهو وجميعها تقع شمال تل أبيب. وتابعت الصحيفة أن التقدم الكبير للغاية الذي حققته "حماس" في مجال القذائف الصاروخية خلال العقد الأخير يثير قلقا عميقا في إسرائيل وخصوصا أن صواريخ حماس باتت تهدد الآن كل منطقة وسط فلسطينالمحتلة. وأضافت أن الصواريخ الموجودة اليوم بحوزة "حماس" هي من طراز "فجر 5" التي يصل مداها إلى 70 كيلومترا وتم تهريبها من سيناء إلى غزة.