كرم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة رئيس وأعضاء لجنة الدعوة في أفريقيا خلال الحفل الذي أقامته الجامعة الإسلامية لاستقبال صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين ورئيس لجنة الدعوة بأفريقيا والوفد المرافق له مساء أول من أمس بقاعة المحاضرات بالجامعة, كما استمع سموه لمحاضرة للشيخ الدكتور مسعد الحسيني بعنوان: "معالم المحبة والإكرام بين الآل والأصحاب". هذا وقد بدئت فعاليات الحفل الخطابي بالقرآن الكريم, ثم ألقى الأمير الدكتور بندر بن سلمان كلمة أكد فيها أن القارة الأفريقية تحتاج إلى العلم والمعرفة الصحيحة كحاجتها إلى الإغاثة، مشيراً إلى أن لجنة الدعوة بأفريقيا حين قامت وجدت أن الدعوة هناك ينقصها أمران مهمّان هما التخطيط والتنسيق في مجال الدعوة، وقال سموّه: فإذا أردنا أن نحدث نتائج إيجابية ومؤثرة فلا بد أن يكون هناك تخطيط، وإذا أردنا أن يكون لدينا محبة وتآلف وتعاون فلا بد من التنسيق، فيستفيد بعضنا من بعض وينتمي بعضنا إلى بعض، حتى إذا علم أحدنا أن له أخاً في بلد آخر استقوى به في الدعوة وعلم أنه ليس في هذا المجال لوحده، ونحن نعلم أن في أفريقيا مؤسسات وهيئات إغاثية كثيرة لكن نجد أن كثيرا منها له أهداف أخرى، فالواجب علينا هو الدعوة إلى منهج الكتاب والسنة والسلف الصالح وجمع الدعاة في بينهم وتحقيق التعارف والتآلف وتنشيط مجال الدعوة في القارة الأفريقية. وأكد سموه أن من أعظم إنتاج لجنة الدعوة هو مادة العقيدة التي مضى عليها ثماني سنوات من الإعداد والمراجعة والتمحيص وشارك في إعدادها علماء أفاضل ومؤسسات إسلامية كبيرة ومن ضمنها الجامعة الإسلامية، وقال سموه: نأمل أن تكون هذه المادة توحيداً لمنهج العقيدة في القارة الأفريقية، وقد انتهينا منها، وطبع الشهر الماضي مئات آلاف النسخ منها وستوزع في القارة الأفريقية قريباً وقد بدأنا بذلك. الأمير بندر متوسطاً د. العقلا والمحاضر وأشار سموه إلى أن اللجنة بدأت العام الماضي بمسابقة الآل والأصحاب ووزعت في أكثر من أربعين دولة، واشترك فيها أكثر من ستة وثلاثين ألف متسابق وحصل الفائزون على رحلة لأداء الحج، وقد طورت المسابقة هذا العام ووزعت منها أكثر من مائة ألف نسخة. وأكد الأمير بندر أن المملكة حريصة كل الحرص على دعم الدعوة في العالم الإسلامي وفي أفريقيا بالخصوص، وقال: نحن نعلم أن أفريقيا تحتاج إلى الإغاثة، ولكنها تحتاج كذلك إلى العلم والمعرفة، ولذلك تحرص المملكة على ألا تتخلى عنها في الدعوة ولا عن أبنائها الذين درسوا فيها أو المنتمين إلى منهج الكتاب والسنة النبوية. وقدم سموه جزيل الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد على تشريفه بنفسه للقاء مما يؤكد حرصه على دعم الدعوة داخل البلاد وخارجها، كما ثمّن دور الجامعة الإسلامية في إعداد الدعاة للعالم الإسلامي عامة ولأفريقيا خاصة. وأكد معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا في كلمته أن اللقاء حول الآل والصحب يهدف إلى تخفيف غلوّ المغالين فيهم، وتصحيح إنكار المنكرين لفضلهم والجاحدين عليهم والطاغين عليهم، وقال: الحديث عن الآل والأصحاب حديث لا يمل لأنه إن كان عن الآل كان صلة ومودة للنبي صلى الله عليه وسلم، ونحن مأمورون به في الكتاب والسنة، وإن كان حديثاً عن الأصحاب كان تذكاراً لمجد الأمة وبطولاتها، وكان تذكاراً لأصحاب المواهب الرفيعة والإنجازات النادرة الذين سطر لهم التاريخ ما قاموا به من نشر الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة في كل أرجاء الأرض، فنحن نتذكر حزم الصديق في القضاء على الفتنة، وعدل عمر بن الخطاب، وحياء عثمان بن عفان، وحكمة علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، وقد كانت حياتهم أسوة وكلامهم حكمة ولم يكن لأحدهم صفحة مطوية وصفحة مكشوفة. كما رحب د. العقلا بصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنوة وصاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان في الجامعة الإسلامية التي أسسها ولاة الأمر لتكون منبراً لتخريج الدعاة إلى الله مؤهلين بالتأهيل الشرعي والمنهج الوسطي. ثم ألقى كلمة الضيوف المرافقين لسمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان، الدكتور محمد إسحاق كندو المشرف على مؤسسة الإحسان ومدير إذاعة الهدى بدولة بوركينا فاسو وهو أحد خريجي الجامعة الإسلامية إذ درس فيها من الثانوية حتى حصل منها على الدكتواره في العقيدة بتقدير ممتاز وله عدة أنشطة دعوية في بلده، وأكد الدكتور كندو في كلمة أن إنشاء الجامعة الإسلامية ولجنة الدعوة بأفريقيا دليل من أدلة كثيرة على ما تقدمه المملكة لأفريقيا وأبنائها ويلقي واجباً عظيماً على عاتق أبناء أفريقيا للمملكة من مقتضى المكافأة بالمعروف، مقدّماً شكره الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، ولرئيس لجنة الدعوة في أفريقيا صاحب السمو الأمير الدكتور بن سلمان على ما تقدمه اللجنة لدعاة إفريقيا وعلى ما تعمله لجمع كلمته وتوحيد جهودهم ورفع مستوى أدائهم الدعوي في بلادهم. وأشار كندو إلى الحاجة الماسة التي تعيشها القارة الإفريقية لاسيّما مع تكالب دعاة التنصير والفساد عليها ولا ملاذ إلا إلى الله تعالى ثم إلى هذه البلاد الطاهرة ثم الجامعة المباركة ومثيلاتها من جامعات المملكة. عقب ذلك استمع الحضور لمحاضرة عن معالم المحبة والإكرام بين الآل والأصحاب قدمها الشيخ الدكتور مسعد بن مساعد الحسيني استعرض فيها "مكانة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الطيبين الطاهرين وفضلهم الكبير وقال: هم نماذج يحتذى بها وقدوة نسير على نهجهم فواجبنا معرفة قدرهم ودورهم، وكذلك صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والذب عنهم" مستعرضا حادثة الافك المختلقة وفصولها. واضاف "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن سب صحابته رضوان الله عليهم رادا على الذين يحاولون بث الأخبار المغلوطة عنهم للانتقاص من دورهم ومكانتهم وفضلهم". مستعرضا العلاقة الطيبة الحسنة بين آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام كاشفا المحاولات المتعددة للفرق والأهواء الضالة للتشكيك في هذه العلاقة الطيبة لإظهارها بشكل مختلف يوافق أهواءهم. وقال "إن آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام تربوا على المنهج المحمدي الذي يدعو الى الالفة والمحبة بين الجميع دون استثناء" داعيا الى توحيد الجهود للرد على الاقوال الضالة التي تحاول الانتقاص من قدر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة ومن جهة اخرى المغالاة في محبة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويرافق سموّ الأمير بندر بن سلمان في زيارته صاحب السمو الأمير خالد بن بندر بن سلمان، ووفد من أربعين عالماً وداعية من أفريقيا يشاركون في الملتقى التاسع عشر للجنة الدعوة بأفريقيا المقام هذا العام تحت عنوان "الآل والأصحاب".