ناشد مفتي مصر كل من ليس له حق الإفتاء في الدين بأن يبتعد عن هذا الطريق وذلك لأن الإفتاء في الدين له شروط ومؤهلات يجب ان تتوفر في المفتي. وقال مفتي مصر ل"الرياض":انه نظرا لخطورة عملية الإفتاء خاصة انتشار فوضى الفتاوى التي يصدرها غير المتخصصين فقد أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مؤخرا أمرا ملكيا بقصر الفتوى على هيئة كبار العلماء، وهذه الخطوة من جانب خادم الحرمين الشريفين تؤكد مدى حرصه على الحفاظ على ثوابت الإسلام ونشر المفاهيم الإسلامية الصحيحة التي تدعو إلى الخير .وأضاف مفتي مصر بمناسبة مقالة له نشرت في صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية أمس الأول عن الفتوى في الإسلام :ان فتاوى غير المتخصصين خطر على الإسلام والمسلمين. وحذر مفتي مصر من اعتبار رأي كل شخص غير مؤهل للفُتيا " فتوى" مؤكدا أن الفتوى هي الجسرُ الرابط بين تراثنا الفقهي وعالمنا المعاصر. وأكد د. جمعة أن الإسلام ليس ديناً جامداً يفتقر إلى السلاسةِ والمرونةِ، وأن العيش وفقَ أحكامه لا يعنى أننا كمسلمين عُدنا إلى العُصور الوسطى، أو أن نفقدَ هُوِيتنا أو نتخَلى عن أعرافنا. وقال إن الإسلام لم يأمر أتباعه بالتنَكُّر للثقافات التي تربَّوا في ظلالها واستبدالها بالثقافةِ العربية، والدليل على ذلك موجود في هذا الكم الضخم من الظواهر الثقافية، والفنية، والحضارية التي يمكننا وصفُها بأنها إسلامية وأكد أن هذه المرونة جزء لا يتجزأ من التراث الإسلامي، وأنها تشكل إحدى السمات المميزة للشريعة الإسلامية ومن خلال إدراك أهمية السمة البارزة – للمُرونة- في تطبيق تعاليم الشريعة يستطيع الفقهاء والمفتون أن يقدموا حلولاً للمشكلات التي تواجه العالمَيَن الإسلاميّ والغربيّ على السواء. وشدد مفتي مصر على أن هناك خطوات تجب مراعاتُها عند إصدار الفتاوى للناس خاصة وأن عملية إصدار الفتاوى تتطلب أبعاداً أخرى غَير المعرفة بالفقه الإسلامي، وهي أن يكون المُفتون على دراية تامة بالعالم الذين يعيشون فيه، وبالمشكلات التي تواجه مجتمعاتهم، مؤكدا أن السبب والسر في ما نراه من آراء غير سديدة هو افتقار بعض من يتصدون للفتوى إلى هذه الأبعاد الهامة. وأضاف أن تغيرات العصر الهائلة التي شهدها العالم خلال القرنين الماضيين تُمثل تحدياً كبيراً بالنسبة لفقهاء المسلمين ومُفتيهم وأصبح لزاماً علينا أن نُعيد قراءة الواقع، وأن نؤخذ في الاعتبار ما طرأ على عالمنا المعاصر من تغير عند تنزيل أحكام الشريعة على الواقع المُعاش .