أكد عدد من شعراء وأدباء والكتاب بدولة الامارات ل "الرياض" أن رحيل د . غازي عبدالرحمن القصيبي، يشكل خسارة كبيرة في المشهد الثقافي العربي والخليجي ، وعبر العديد منهم عن حزنهم البالغ برحيله بعد معاناة طويلة مع المرض. فمن جانبه قال خالد الظنحاني شاعر وإعلامي اماراتي ل"الرياض" ليس من السهولة بمكان أن تمر فاجعة رحيل الدكتور غازي القصيبي دونما بكاء للقلب والعين معا،فهو رمز من رموز الأدب العربي،ورجل من الطراز الأول في فعل الإبداع وقول الحقيقة ،هذه الأخيرة التي غابت عن المثقف العربي في زمن تمجد فيه المجاملات على حساب الحق،،هذا الرمز ، شاعر من أهم الشعراء الذين عملوا بحب وتفانٍ ،هذا الرمز كاتب وروائي أسهم إسهاماً فاعلاً في خدمة الشعر والأدب والثقافة عموما من خلال أعماله ومبادراته الأدبية التي لا ينكرها أحد، لقد كان رحمه الله متعاوناً ومتفاعلاً مع هموم المجتمع المحلي والعربي وقضايا الأمتين العربية والإسلامية كقضية فلسطين وغيرها، وقد تميزت إبداعاته بروعة العبارة، وبأسلوب متناغم مرهف وخلاق. البدور: القصيبي كان نموذج المبدع الذي خدم الثقافة الخليجية وأضاف الظنحاني : نعم نحن اليوم نودع رائدا من رواد الدبلوماسية والأدب معا، ونشعر بالخسارة التي حلت بالمشهد الثقافي العربي برحيله المفاجئ،وسنعمل جاهدين على إقامة العديد من الفعاليات الأدبية في دولة الإمارات، احتفاءً بإبداعاته المميزة وتخليدا لذكراه المجيدة. من جانبه اعتبر سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن رحيل د . غازي القصيبي خسارة كبيرة للأدب العربي بشكل عام، والخليجي منه بشكل خاص، حيث كان صاحب حضور كبير في خريطة الثقافة السعودية، سواء أكان ذلك على صعيد الشعر، أو الرواية، أو الترجمة، أو الصحافة، فهو صاحب تجربة ثرية، غزيرة، لقد كنت من متابعي تجربته الكتابية، وأعتقد أنه لا بد من الاعتناء بها ودراستها، وإعطائها ما تستحق من العناية . وأشار الشاعر الإماراتي د . شهاب غانم أن رحيل د . غازي القصيبي، يشكل خسارة كبيرة، في عالم الأدب، والسياسة والإدارة في آن واحد، ليس بالنسبة للأدب السعودي فحسب، بل بالنسبة إلى الأدب العربي برمته . بلال البدور وتابع د . غانم قائلاً: إنه بالإضافة إلى ما كان بيننا من مراسلات مستمرة، فإن هناك تقارباً على صعيد تشكل الذائقة، لأننا خضعنا لتأثيرات ثقافية متشابهة، ناهيك عن عملنا الاثنين في مجال الإدارة. واعتبر بلال البدور المدير التنفيذي لشؤون الثقافة والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الاماراتية أن جيل العمالقة من المبدعين العرب بدأ عقده ينفرط، وأنه كلما غمضت عينا أحد المبدعين الكبار عن الحياة، فإن نافذة من العطاء تنغلق، القصيبي كان نموذج المبدع العربي الذي خدم الثقافة الخليجية، من خلال كتاباته الإبداعية شعراً ونثراً، وحتى عندما كان في أوج مسؤولياته الرسمية، فإنه لم يترك القلم. وأكد الشاعر الاماراتي كريم معتوق أن الراحل د . غازي القصيبي كان علماً احتاجت إليه الساحة الخليجية -ولا تزال- ولاسيما في فترة لم يكن يشار خلالها إلى شعراء كبار في الخليج، وخاصة ممن يكتبون العمود، وكان وجوده في المملكة العربية السعودية موازياً لوجود قامات أخرى في بعض الدول العربية الأخرى، ما جعلنا نجد أن الشعر العمودي الفصيح أصيل في هذا المكان، ولقربه من دائرة الضوء والإعلام فقد أسهم بشكل لافت في إبراز الفنون الخليجية، ولقد لفتت روايته “شقة الحرية” الانتباه إلى الروائيين الخليجيين، كي يكون لهذه الرواية حضورها وألقها المطلوب. خالد الظنحاني وكان سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس دولة الامارات قد بعث برقية تعزية الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود أعرب فيها عن خالص عزائه وصادق مواساته في وفاة المغفور له الدكتور غازي القصيبي وزير العمل سائلا الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم ذويه جميل الصبر والسلوان. وأشار اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ً إلى السيرة الحافلة بالعطاءات والإنجازات للراحل القصيبي والتي أهلته لأن يكون واحدا من أهم الشخصيات العربية التي حظيت بالاحترام والتقدير سواء فيما يتصل بعمله في السياسة أو الأدب. وأكد اتحاد كتاب وأدباء الامارات أن رحيل القصيبي شكل خسارة مؤلمة تضاف إلى سلسلة الخسارات التي منيت بها الثقافة العربية مؤخرا من خلال رحيل مجموعة من الأدباء والمفكرين العرب كالمفكر المغربي محمد عابد الجابري والشاعر المصري محمد عفيفي مطر والروائي الجزائري الطاهر وطار وسواهم من الراحلين الكبار الذين كانوا علامات بارزة في مسيرة الثقافة العربية المعاصرة. وجاء في بيان صدر في الشارقة أن أعضاء الاتحاد عاملين ومنتسبين يشعرون بالأسى العميق لرحيل الشاعر والروائي غازي القصيبي ويعبرون عن تقديرهم لتعدد جوانب الابداع في شخصيته فهو مثال المثقف الشامل الذي مارس الكتابة في شتى فنونها وكان حضوره القوي والمتواصل في صلب الحركة الثقافية السعودية والخليجية والعربية واحدا من أبرز العوامل التي أكسبت هذه الحركة سمات أصيلة من الحيوية والتجدد. وأشار البيان في الختام إلى أن التراث الذي خلفه القصيبي سيظل شاهدا على مرحلة مهمة عاشها الأدب العربي عامة والخليجي على وجه الخصوص وكانت شديدة الخصوبة والثراء.