دائما ما أتعجب وأتساءل كيف تعيش الخرافة في عصر العلم؟ ولماذا لاتزال على قيد الحياة؟! من قراءة الفنجان إلى الأبراج إلى الورق وقراءة خطوط اليد وضرب الرمل .. والقائمة تطول!! بل وحتى قبل أيام وأنا أتصفح الانترنت ظهر لي موقع يسمى بعلم الأرقامNumebrology يزعم منشئوه أنهم يستطيعون معرفة مستقبلك ومصيرك من خلال معرفة تاريخ ميلادك!!وكالعادة يعدونك بألف وعد، ووهم!!أنهم على حق وكلامهم صحيح واستفاد منه الملايين!!فلماذا تبخل على نفسك أنت أن تكون منهم!!. والغريب أن هذه الظواهر منتشرة في مختلف دول العالم، وليس الأمر محصورا في دول الشرق كما قد يعتقد البعض! في الشرق ترى المجلات والكتب المتخصصة ومواقع الانترنت، بينما في الغرب فلقد تحوّلت الاهتمامات الغيبية للناس وشغفهم بمعرفة المجهول إلى صناعة مزدهرة وربما لا ينطبق عليها ما ينطبق على بقية الصناعات من مفهوم حماية المستهلك!!. فنرى عيادات التنجيم بمختلف أنواعها!والمعاهد والمدارس الخاصة لتخريج العرافين وقارئي حظوظ وأقدار خلق الله!! والملاحظ أن التنجيم والحظ والأبراج .. الخ، تجد إقبالا من الناس، افتح التلفاز وخصوصا آخر كل سنة ستجد عشرات المحطات وكلها تتسابق لاستضافة الخبير فلان ، والمتبصر والروحاني علان .. الخ. وتضع خطوط هواتفها مفتوحة لاستقبال اتصالات المشاهدين ليعرفوا "طالعهم" في السنة الجديدة وماذا تخفي لهم أقدارهم فيها!. طبعا بعد أن تكون بداية الحلقة مراجعة لما قاله من تنبؤات السنة الماضية وكيف تحققت وصدقت!!وذلك سعيا منهم لإضفاء نوع من المصداقية والثقة لكلامهم! مع أننا إذا تأملنا فيها سنجدها عبارات مغرقة في العمومية من قبيل وفاة رئيس دولة، سقوط طائرة، حدوث كارثة طبيعية، وقوع أزمة اقتصادية!!وبالله عليكم أيخلو عام من كل هذه الأحداث؟!. ولعل الدراسات هي التي تضعنا على أرض صلبة كما يقال، ففي دراسة أعدها الباحث المصري محمد عبدالعظيم ، جاء فيها إن العرب يدفعون ما يقارب خمسة مليارات دولار أمريكي سنويا على التنجيم!!. بل ويعمل ما يقارب المليون عراف ومشعوذ، أي بمعدل منجم لكل 300 مواطن عربي!. والغريب أن الباحث يؤكد أن 96% من المثقفين المصريين يؤمنون بالخرافة و 60% منهم يذهبون للمشعوذين. وفي الغرب أظهرت دراسة أن آلاف الأشخاص يتخذون قرارات مهمة في حياتهم الأسرية والمهنية والتعليمية بناء على رأي منجم أو استشارة فلكي!. ولم يسلم السياسيون من ذلك فقد كان للكرملين في روسيا منجمون وقت فترة حكم غورباتشوف، والرئيس الفرنسي السابق ميتران كان يعتمد على المنجمين لا سيما منجمة شهيرة اسمها "اليزابيث تيسه" وكذك الرئيس الأمريكي رونالد ريغان!!. «وللحديث بقية في المقال القادم بإذن الله»