استعادت الكونغو السلام والنمو بعد خمسين عاما على استقلالها الذي احتفلت به أمس الأحد (15أغسطس) لكنها شهدت حربا اهلية طويلة فيما لا يزال 70 بالمائة من سكانها ال3,6 ملايين يعيشون تحت خط الفقر. وقال ماتياس دزون رئيس التحالف من اجل الجمهورية والديموقراطية (معارضة) ان «السنوات الخمسين من الاستقلال طبعت بالفشل. انها ملطخة بالدم». واضاف ان «حصيلة السنوات الخمسين من الاستقلال تبقى سلبية الى حد بعيد». وعرفت الكونغو التي سيطر عليها نظام الحزب الواحد حتى 1992، تاريخا شديد الاضطراب. وترافق انفتاح هذا البلد على تعدد الاحزاب مع ظهور ميليشيات مسلحة القت البلد في دوامة من العنف والحروب الاهلية لا تزال آثارها ظاهرة. وجرى اول نزاع داخلي في فترة 1993-1994 تلاه نزاع اخر عام 1997 ثم بين 1998 و2003 في الجنوب، ما ادى الى سقوط الاف الضحايا. وباتت الكونغو الان خالية من جميع المقاتلين الذين تعاقبوا عليها وزرعوا الرعب بين مواطنيها، وقد ساد السلام ارجاء البلاد منذ 2003. ويشدد الرئيس دوني ساسو نغيسو على اهمية عودة السلام من اجل مكافحة الفقر. وقال «على مدى هذا المسار الممتد خمسين عاما، تبقى الحلقة الاضعف في عملنا الجماعي عجزنا على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي عن تحقيق قسم يسير مما حققناه على الصعيد السياسي». شبان كونغوليون يحملون لوحة تحيي الذكرى الخمسين لاستقلال بلادهم خلال الاحتفال بها في العاصمة برازافيل واضاف ساسو نغيسو الذي حكم البلاد 26 عاما بين 1979 و1992، ثم منذ 1997 حتى يومنا هذا ان «الكل يوافق على انه ليس هناك استقلال حقيقي بدون تحرر بدون حرية اقتصادية واجتماعية». وتابع ان «بلادنا لن تعرف الاستقلال التام طالما اننا لم نحرر شعبنا من نير الفقر». وأكد الرئيس الكونغولي «لم نتمكن حتى الان من تحقيق النمو الاقتصادي رغم جهودنا السخية وارادتنا القوية». وتتزامن الذكرى الخمسين للاستقلال مع وصول البلاد الى نهاية المبادرة من اجل الدول الفقيرة التي تعاني من مديونية كبيرة. وكانت المؤسسات المالية الدولية لا تزال حتى فترة قريبة تصنف الكونغو بين الدول الاعلى دينا للفرد الواحد في العالم. وارتقت الكونغو الى المرتبة الرابعة او الخامسة بين منتجي النفط في القارة السوداء وحققت في 2010 نسبة نمو (12بالمائة) كانت الاعلى في منطقة الاتحاد الاقتصادي لدول افريقيا الوسطى. وقال كريستيان مونزيو من اللقاء من اجل السلام وحقوق الانسان «بالرغم من الطاقات الاقتصادية الضخمة للبلد، نرى ان الكونغوليين ما زالوا محرومين من الرعاية الطبية الجيدة». واعلنت لجنة العدالة والسلام ان «البلاد عاجزة حتى اليوم عن توفير خدمات صحية لشعبها تغطي الحاجات الصحية: فنسبة توزيع مياه الشرب لا تتعدى 40 بالمائة من مجمل الاراضي الوطنية بالرغم من الطاقات المائية للبلاد. كما ان 41بالمائة من السكان ما زالوا عام 2010 يعانون من سوء التغذية». ورأى روجيه بوكا اووكو من المرصد الكونغولي لحقوق الانسان ان «الكونغو شهدت في السنوات العشرين الاخيرة ازدهارا نفطيا در على الدولة ما يكفي من العائدات». واضاف «من المفارقة ان نرى ان هذه السنوات اتسمت بانتشار الفقر». وتابع «الواقع ان كل السياسات التي وضعت او طبقت بهدف استئصال الفقر خلال السنوات الخمسين من الاستقلال فشلت وهذا الفقر ما زال يفرض نفسه».