حث متشددون من حركة طالبان الباكستانية حكومة الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري على رفض المساعدات الغربية لضحايا الفيضانات المدمرة وقالوا إن مسؤولين فاسدين سيستولون عليها. وجاءت هذه الدعوة في وقت عززت فيه الولاياتالمتحدة مساعداتها لضحايا الفيضانات التي أسفرت عن مقتل أكثر من 1600 شخص وأجبرت مليونين على ترك منزلهم وأعاقت حياة نحو 14 مليونا آخرين أي ما يمثل ثمانية في المئة من سكان باكستان. وكانت الاممالمتحدة قالت امس إن هذه أكبر كارثة في البلاد وإن إعادة تسكين الضحايا وإصلاح البنية التحتية المدمرة سيتكلف مليارات الدولارات. وكان الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري عاد اول من امس إلى البلاد بعد زيارات خارجية قام بها أثناء الكارثة وقال مسؤولون إن زرداري موجود في مدينة كراتشي الجنوبية لكن لم يتضح إن كان سيزور منطقة الكارثة. وأثار زرداري غضب البعض بمضيه في الزيارات ولقائه زعماء في بريطانيا وفرنسا بعدما بدأت الفيضانات. ويقول محللون إن القوات المسلحة لن تحاول فرض سيطرتها على البلاد لتعهدها بالابتعاد عن السياسة ولانشغالها بمحاربة المتشددين. وأعلنت الولاياتالمتحدة امس مساعدات إضافية لباكستان بقيمة 20 مليون دولار وسط مخاوف متزايدة بشأن العواقب السياسية والاقتصادية والامنية للكارثة. واستقرار باكستان يعد أمرا حيويا بالنسبة لواشنطن في جهودها لإنهاء حرب اندلعت قبل تسع سنوات مع طالبان. في سياق متصل قتل 40 شخصاً على الأقل بينهم 29 طفلاً يوم امس بسبب الأمطار الغزيرة والانجرافات الأرضية والصواعق بإقليم جيلجت بشمال باكستان. ونقلت صحيفة "داون" الباكستانية أن الأمطار الغزيرة والصواعق دمّرت مئات المنازل في منطقة ديامر وأدت إلى انجرافات أرضية متسببة بمقتل 40 شخصاً على الأقل وأشارت إلى أنه تم انتشال عدد من الجثث من تحت الركام خلال عمليات الإنقاذ التي تنفذها السلطات المحلية.