صدور العدد الثالث من مجلة جامعة الطائف للآداب والتربية الطائف- هلال الحارثي دشنت جامعة الطائف العدد الثالث من مجلة الجامعة للآداب والتربية والتي تصدر بشكل نصف سنوي؛ وقد كان العدد ثرياً في أبحاثة وطَرْقه لفروع علمية عديدة بسبعة أبحاث باللغة العربية وبحث باللغة الإنجليزية وعرض لرسالة علمية. وتضمن العدد بحثين في الاقتصاد، حمل الأول عنوان : (الجدوى الاقتصادية لربط العملة السعودية بالدولار الأمريكي وبدائل تعديل نظام سعر صرف الريال السعودي في ضوء المستجدات الاقتصادية) للباحثين الدكتور خليل عليان والدكتور فريد هاشم فلمبان، وكان هدف الدراسة التعرف على أنظمة ومخاطر سعر الصرف والسمات الاقتصادية والسياسة النقدية للمملكة وإبراز الأهمية النسبية للدولار ومزايا وسلبيات ربط الريال مع الدولار والبدائل المتاحة لنظام سعر صرف الريال. كما جاء البحث الثاني بعنوان: (مدى تطبيق المحاسبة عن المسؤولية الاجتماعية بالشركات الصناعية الأردنية وأثرها في جعل القوائم المالية أكثر عدلاً والمجتمع أكثر قبولاً لها) للباحث الدكتور محمود حسني العتيبي، وقد استهدف هدا البحث التعرف على مدى وجود منظمات إعمال من الشركات والمؤسسات وغيرها متخصصة لممارسة المسؤولية الاجتماعية في الشركات الصناعية الأردنية. ومدى تطبيق القياس والإفصاح عن المسؤولية الاجتماعية على جعل القوائم المالية أكثر كفاية والمجتمع أكثر قبولا لها. أما في مجال التربية فقد تناول الباحثان الدكتور عبد العزيز العنقري والدكتور وجيه عبد الستار نافع في بحثهما الموسوم ب : (قياس جودة الخدمة التعليمية في جامعة الطائف) قياس جودة الخدمة التعليمية في جامعة الطائف، وبالتحديد الكشف عن نوع الفجوة (إيجابية - سلبية) أو درجة التطابق بين توقعات الطلاب وإدراكات القائمين على تقديم الخدمة التعليمية في جامعة الطائف وذلك من خلال استخدام نموذج SERVQUAL لقياس جودة الخدمة . كما تضمن العدد دراسة في فرع العلوم الشرعية ، حيث قدم الباحث الدكتور عبد الله عبيد النفاعي بحثاً بعنوان : (بيع كلب الصيد والحراسة بين الحظر والإباحة) ناقش فيه آراء الفقهاء في حكم نجاسة الكلب وانتهى إلى أن الراجح قول من قال بنجاسته. كما عالج البحث قصية حكم بيع الكلب تحت موضوع اشتراط طهارة المبيع. وانتهى إلى جواز بيع الكلب وإن كان نجساً وذلك إذا كانت الحاجة داعية إلى الاستفادة منه، والمصلحة طالبة له وخاصة لدى الحكومات أو ممن تجبرهم الظروف للاستعانة به. حميد حداد.. قول كالصمت وبرودة دافئة رويترز- جورج جحا كما حقق الشاعر العراقي حميد حداد امرا يبدو مستغربا في عنوان مجموعته الشعرية الجديدة «القول بما يشبه الصمت» فقد حقق امرا مماثلا يبدو غريبا ايضا ألا وهو كتابة شعر هادئ الى درجة يبدو فيها باردا، لكن لا يسعنا الا ان نشعر بدفء خفي في معظمه. يتحدث حميد حداد عن الحزن والخيبات الكبيرة فلا نشعر بلهب احتراق في شعره ومع ذلك فهذا الشعر ليس رمادا ولا هو بجمر مطفأ. انه حزن هادئ يكاد يكون باردا لكنه ليس ببارد فعلا. وقد يجد البعض في ذلك مأخذا او نقيصة لكن البعض الاخر سيجد فيه على الارجح قدرة مميزة على الاتيان بما ليس لهبا حارقا ولا هو رماد يذكر بالثلج. مجموعة الشاعر العراقي حميد حداد الذي يعيش في هولندا جاءت في 64 صفحة متوسطة القطع وصدرت عن دار الحضارة للنشر في القاهرة. صمم الغلاف الفنان مدحت عبد السميع ونفذه حسام عتر. وقبل البدء بقصائد المجموعة يمكننا ان نأخذ عينة بليغة من شعره حملها غلاف الكتاب. انها بليغة بمعنى انها قد تكون نموذجا جيدا في اظهار سمات من هذا الشعر ومنها القول الذي يشبه الصمت والبرودة التي تنطوي على دفء. انها مأخوذة من قصيدة عنوانها «حديث سيلين». يقول الشاعر في تصوير منسوج بمجاز وتجريد «حياة قرب سور شائك/ هي نفسها وأنت في الثلاثين تهرم/ تمنح الثياب خوفها/ ما يبرِر تمسكها بالتجوال معي/ او بهبوطها ليلا على نافذتي/ انها دعوة لارتكاب الخطأ ذاته../ لارتكاب الزمن ذاته/ وهو يسيل بعيدا/ ذاك الذي حدثنا عنه سيلين/ سأترك الكف تهوي/ بالدخان الذي تنفسته/ بالأضواء التي تقترب كلما هربت/ محتفظا بعقد اخضر على ذراعي/ وبشباك ضخم ذهبي لامع/ سأترك من يحدثنا عن ألمه النبيل.» يستطيع حميد حداد ان يضفي احيانا على الحديث بين اثنين وعلى التحليل المنطقي بل الوصف المنطقي الهادئ اجواء شعرية لا تشع حرارة ولا هي باردة والأكثر نجاحا في ذلك انها لا تبدو حتى «فاترة». وقد يستفز هذا بعض القراء الذين يسعون الى الحار الثائر او حتى الصاخب المدوِي. في القصيدة الاولى وعنوانها «ارهاب» يقول حميد حداد «في آخر الحديث/ كان ثمة شيء لم نتفق عليه/ يتعلق بشخص/ احدنا على الارجح/ لم نتفق عليه خشية المواجهة/ اذكر اننا كنا نتهرب من/ النظر الى بعضنا/ رغبة في التواطؤ.» ويكمل هذا العربي الذي يعيش في الغربة فيقول كلاما قد لا يسع القارئ ان يربط بسهولة بين بعض اجزائه «لابأس في الامر/ لنترك الحديث والنظر معا/ لنفكر بالسيدة التي/ تتهمنا بالإرهاب بنظراتها المتشككة/ لنفكِر بإرهابنا/ لأنفسنا/ بالمطلق الهشِ الذي/ يدفع بالفكرة الى التفجر/ في فراغ الاخرين/ لنفكر بالصمت/ ولو رغبة في التواطؤ.» في «قصيدة هجاء» يبدو الامر كأن هناك حديثا منطقيا هادئا على رغم عمق الموضوع وتفجره وعلاقته بالإنسان وكرامته. يبدو الشاعر كأنه يقرر حقائق مفجعة لكنها تورد ببرود منطقي شبه حيادي. تبحث عن الغضب فلا تشعر به. ترى هل استطاع تدجين غضبه؟ كأن لدى الشاعر «كاتم صوت» غريب يخفي الهدير وحتى الأنين. انه يخفيه لكن يبدو ان كل ما فعله هو انه أخفاه «عن السطح» او على الاقل هذا «ما شبه» للقارئ. يقول «ان تعرف/ بأنك فارس/ تعرف ايضا/ بأنك مقتول لا محالة « قتيل وهذا مجده الناقص/ يرقد الى جانبه/ مثقلا بستة آلاف عام/.. /ابي/ ايها الوطن/ انت تربكنا..» ويستمر قائلا مخاطبا وطنه بما يبدو اقرب الى تقريرية هادئة «منذ متى وأنا احبك؟/ لا اذكر/ لا اذكر ايضا/ متى خرجت/ عن طاعتك.» يضيف قائلا بما قد يجعل من الصعوبة على القارئ ان يربط بين اقسام كلامه «الشعب يحتمل التأويل/ فلم انا قلق إذن؟/.. الحكاية تبدأ../ عندما يتهدم جدار الطين/ عندما يدرك الحبل قصر قامته/ يواصل السيارة رحلتهم: ويصمون آذانهم/ عن صراخ البئر.»