الاهتمام بالثقافة والآداب، بالنسبة لمهرجان (تاء الشباب) البحريني، لم يعد "منحصرا" بين جدران المراكز الثقافية المغلقة و إنما اختار المهرجان في دورته الثانية، أن يؤكد على طابعه المنسجم مع العصر وذلك من خلال الخروج بالثقافة والآداب والفنون إلى الناس في الطرقات والأحياء و المدارس وصولا إلى المجمعات التجارية الحديثة (المول). هبة الأدهم وتشير هبة الأدهم مسؤولة العلاقات العامة في (تاء الشباب) إلى أن فكرة عرض الكتب الثقافية و الأدبية وتوزيعها في المجمعات التجارية، جاءت من خلال مبادرة الشباب والتي تهدف إلى الخروج عن المألوف بغرض الوصول إلى الناس وتشجيعهم على القراءة و الاهتمام بالآداب والفنون، وذلك بعد تبني و احتضان وزارة الثقافة البحرينية للشباب و فكرتهم التي لقيت دعما و تشجيعا من الناقد البحريني الراحل أحمد البنكي. كما ضمت الفعاليات مشاركة عدد من الأدباء البحرينيين والعرب، كأن آخرهم الروائي السوري الحاصل على جائزة نجيب محفوظ (2010)، عند نظمت (تاء الشباب) أمسية حوارية في قلب أحد المجمعات التجارية في البحرين. ناقش فيها جمهور الشباب رواية (زهور وسارة ونريمان) لخليل صويلح التي تتحدث حول شاب بدوي طموح جاء من رحابة صحراء البادية السورية ليعيش في غرفة ضيقة في ريف دمشق وتحديدا فيما يطلق عليه بالأحياء العشوائية. وتحدث صويلح حول أسلوبه في كتابة الرواية، مشيرا إلى أنه اعتمد لغة بصرية مكثفة، منسجما مع كون البطل سينمائيا. أما على مستوى المضمون فأشار خليل إلى أنه يكتب لفضح الذكورة، معترفا إلى أنه يكره الطهرانية في فعل الكتابة و ذلك في الأمسية التي قدمها الإعلامي وفائي ليلا. ولأن الحضور من أعمار شبابية متفاوتة فإن الأسئلة كانت أيضا متفاوتة، إذ لم يتردد شاب صغير من أن يسأل الأديب السوري عن العمر المناسب لقراءة الرواية!. وذلك بعد ان تفاجأ بمشاهد جنسية في النص، الأمر الذي استقبله صويلح بابتسامة وتفهم، مؤكدا في مكان آخر على أن الكاتب لا يملك مجموعة توابل مسبقة ليضعها على النص وإنما يستلزم العمل الأدبي شروطه من داخله.