وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان امس الاتهامات التي تفيد ان تركيا تتحول عن البلدان الغربية بأنها "دعاية قذرة". وقال رئيس الحكومة التركية في منتدى تركي عربي في اسطنبول، انه عندما استثمرت فرنسا في سوريا او في بلدان عربية اخرى، لم تحصل مشاكل "لكن عندما يتعلق الامر بتركيا التي تستثمر في البلدان العربية او العكس، تحاول دعاية قذرة منع هذه العملية". واضاف ان "الذين يقولون ان تركيا قطعت علاقاتها مع الغرب هم عملاء دعاية تحركهم نوايا سيئة".واوضح اردوغان "نحن منفتحون على كل مناطق العالم". وكان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس اعرب عن قلقه الاربعاء من "ميل تركيا نحو الشرق"، محملا "بعض" البلدان الاوروبية مسؤولية ذلك.وصرح غيتس للصحافيين في لندن ان "التدهور" في العلاقات بين تركيا واسرائيل يعد "مصدرا للقلق". من جانبه قال وزير المالية التركي محمد شيمشك امس إن عقد اتفاقيات تجارة حرة بين بلاده والدول العربية ستساهم في السلام في المنطقة، لافتاً إلى أن التجارة بين الطرفين ازدادت في العام 2009 أربع مرات أكثر من العام 2002، وأشار إلى توقع أن تحقق تركيا هذا العام نمواً يصل إلى 7%. ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" التركية عن شيمشك قوله في الاجتماع الثالث لوزراء خارجية منتدى التعاون التركي - العربي، والرابع للمنتدى الاقتصادي في اسطنبول، إن اتفاقيات تجارة حرة بين تركيا والبلدان العربية ستساهم ليس فقط في رفع مستوى الرفاهية بل أيضاً في السلام . وأضاف "علينا أن نخصص موارد للبحث والتنمية وللبنى التحتية وكذلك موارد بشرية ، وهذا هو المفتاح للوصول إلى استقرار طويل الأمد". ولفت إلى أن حجم التجارة بين تركيا والدول العربية ارتفع في العام 2009 أربع مرات أكثر من العام 2002، لكنه ما يزال أقل من الممكن. بدوره قال رئيس مجلس اتحاد الغرف وتبادل السلع التركي رفعت هيسارجيكليوغلو في افتتاح الاجتماع، إن على تركيا والدول العربية تشكيل مصرف للمقايضة، ووجه شكره لرئيس الحكومة التركية رجب طيّب اردوغان لدعمه على تمديد المنتدى خلال السنوات الخمس الماضية. وقال إنه في الوقت الذي يجري فيه إعادة تشكيل موازين القوى، فإن مجتمع الأعمال التركي يأمل بأن يرى العالم العربي قد حل مشاكله الإقليمية وتوصل إلى الرفاهية والاستقرار. وأضاف "نريد أن نبني مع العالم العربي تعاوناً في كل الحقول إلى أقصى حد.. ونفضل بناء سلام واستقرار دائمين في المنطقة". وأشار إلى أن العلاقات التجارية بين تركيا والدول العربية تطوّرت بشكل ملحوظ خلال السنوات السبع الفائتة، لكن يجب القيام بأمور لتواصل ذلك، وهي أولاً وقبل كل شيء تطوير شبكة النقل بين الطرفين، وتشكيل مصرف للمقايضة. واعتبر هيسارجيكليوغلو بالتالي أن ذلك يمكن أن يخفف من اعتماد رجال الأعمال الأتراك والعرب على المصارف الخارجية، والمحافظة على مواردهم المالية في المنطفة. وشدد على ضرورة إتمام المفاوضات حول اتفاقية تجارة حرة بين تركيا ولبنان وبينها ودول مجلس التعاون الخليجي في أقرب وقت ممكن.وقال إنه لدى توقيع هاتين الاتفاقيتين فإنه سيتم إنشاء منطقة تجارة حرة واسعة بين شرق المتوسط والخليج. ودعا هيسارجيكليوغلو الشركات العربية وصناديق الاستثمار للاستثمار في بلاده، وقال "دعونا نحول منطقتنا إلى منطقة يعمها السلام والاستقرار والرفاهية".وكان بدأت في اسطنبول امس أعمال منتدى التعاون التركي- العربي بمشاركة ممثلين عن 21 دولة عربية.